عفوا أيها الزملاء لن أتضامن مع بوعشرين

المحرر الرباط

 

مقال لابد أن نفتتحه بسؤال واضح و صريح: “لماذا سأتضامن مع بوعشرين”؟ و قد تحتاج الاجابة عليه الى كثير من التفكير، خصوصا بالنسبة لمن لا يعلم حقيقة الضجة التي تحاول بعض الجهات احداثها على خلفية ادانة مدير نشر جريدة أخبار اليوم، الذذي استغل مهنته كصحفي من أجل مراكمة ثروات ربما تضاعف ممتلكات المئات من الصحفيين المغاربة.

 

لماذا ساتضامن مع توفيق بوعشرين، و أنا أعلم علم اليقين بأن الرجل لم يمارس مهنة الصحافة سوى في السنوات الاولى من مشواره المهني، قبل أن يتحول الى أداة تستعمل لضرب المعارضين للاجندات التي تموله، و للشماتة في الزملاء و النشطاء، بينما أظهر هذا الرجل اهتماما بالسياسة و رجالاتها أكثر من اهتمامه بقضايا المجتمع اللهم تلك التي تخدم أجندات مموليه.

 

و نسائل الزملاء الصحافيين، عن مواقف التضامن التي عبر عنها توفيق بوعشرين مع رجال الصحافة، عندما كان في أوج قوته، و نذكرهم بعديد من القضايا التي لم يكلف هذا الرجل نفسه حتى عناء نشر موقف منها، خصوصا الاعتقالات التي تعرض لها الزملاء ابان الحقبة التي كان مصطفى الرميد وزيرا للعدل فيها، حينما كان بوعشرين يطبل و يزمر لما اعتبر انذاك اصلاحا لمنظومة العدالة، و قد لا تخون أي أحد منا ذاكرته حول مواقف الرجل بل و مهاجمته في بعض الاحيان لزملائه دفاعا عن سياسيي العدالة و التنمية.

 

ان التضامن مع توفيق بوعشرين، في قضية تبث تورطه فيها، لا يختلف كثير عن محاولة لحجب الشمس بالغربال، و لا يمكن أن يكون الا تملقا من نوع جديد، بهدف الشهرة و لو باللعنه، خصوصا عندما يتعلق الامر ببعض الزملاء، الذين لطالما تتضرروا من جشع بوعشرين نفسه، و هو يستحوذ على حصة الاسد من الدعم، و يساهم في وضع شروط تعجيزية حتى لا يستفيد هؤلاء منه، و كم من مؤسسة اعلامية اغلقت ابوابها أو تراجعت بشكل كبير لهذا السبب.

 

فهل يتذكر الزملاء الذين اتابعهم عبر الفايسبوك، و هو يعلنون عن تضامنهم مع بوعشرين، أن أخبار اليوم و اليوم24 و غيرهما من الجرائد المملوكة لهذا الرجل، قد حصد الحب و التبن في توزيع الدعم، بينما ظلوا هم يستنكرون التهميش، دون أن يأبه الصحافي الذي لا يستحق التضامن، بأن هناك زملاء في أمس الحاجة لتلك الاموال التي لا تضاهي عشر مداخيله؟ 

 

ان من يتضامن مع بوعشرين، من الجرائد التي لطالما حرمت من دعم الدولة بسبب لهفته، لا يختلف كثيرا عن الاشخاص الذين خرجوا للمطالبة بعودة الدكتاتور الى الحكم، بعدما تمكن الشرفاء من اسقاطه، و لهذا فان أترفع عن التضامن مع مغتصب مريض نفسي، لم يسلم من اغتصابه حتى الدعم التي كنت اطمع في الاستفادة من جزئ منه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد