بعد ضغوطات دولية شديدة: السلطات الجزائرية شرعت في الإفراج عن الصحافيين المحبوسين

عمار قردود المحرر

 

أمرت محكمة بئر مراد رايس بالجزائر العاصمة في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس إلى الجمعة بإطلاق سراح صحافيين اثنين و ذلك “في انتظار استكمال التحقيق”، بعد أسبوعين من حبسهما بتهم “القذف والتهديد والتعدي على الحياة الخاصة”.

 

وبعد جلسة علنية دامت يومًا كاملاً و إستمرت إلى ساعة متأخرة من ليل أمس الخميس، أمرت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة الجزائرية بـ”استكمال التحقيق” والإفراج عن الصحافيين عبدو سمار ومروان بوذياب وهما رئيس تحرير وصحافي في موقع “الجزائر بارت” ،كانا قد وُضعا قيد الحبس الحتياطي في25 أكتوبر الماضي على إثر شكوى من الصحافي أنيس رحماني صاحب قناة “النهار”الخاصة وعبد القادر زوخ والي ولاية الجزائر العاصمة، بحسب محاميين.

 

وكانت النيابة طالبت باستكمال التحقيق واستجواب أطراف في القضية أو سجنهما سنة نافذة و غرامة مالية قدرها 5 ملايير سنتيم جزائري طلبها الوالي زوخ و 200 مليون سنتيم طلبها رحماني.وخلال مرافعاتهم أشار المحامون إلى “الخروقات” العديدة في التحقيق الابتدائي الذي أجراه الدرك الوطني الجزائري.

 

وصرحت المحامية زبيدة عسول أن “الدعوى العمومية تحركت قبل رفع الشكوى و هو أمر خطير: “عبدو سمار وضع رهن الحبس يوم 23 أكتوبر على الساعة الثانية والنصف ظهرًا بينما تقدم أنيس رحماني-النهار- بشكواه على الساعة الخامسة بحسب التحقيق الابتدائي”.

 

و كان نحو عشرين موقعًا إخباريًا إلكترونيًا جزائريًا قد ندد الأربعاء الماضي بـ”حملة تجريم” للصحافة الإلكترونية الجزائرية بعد حبس خمسة من صحافييها في الأسابيع الأخيرة إضافة إلى محاولات “المساس بمصداقيتها”.وقالت النقابة الجزائرية لناشري الصحافة الإلكترونية “إن الصحافة الإلكترونية الجزائرية تتعرض في الأسابيع الأخيرة لهجمات غير مسبوقة في تاريخها الفتي”.

 

ونددت بـ “اللجوء المفرط وغير المبرر مع بداية الشبهات لحبس خمسة صحافيين وناشرين للصحافة الإلكترونية في الأسابيع الأخيرة”، داعية إلى “وقف حملة ازدراء الصحافة الإلكترونية” في الجزائر.

 

وقال المسؤول في موقع “مغرب إيمرجنت”، إحسان القاضي، إن “الصحافة الإلكترونية معترف بها بموجب قانون الإعلام للعام 2012، ولكنه غير معترف بها في الواقع” من السلطات الجزائرية، وهي لا يمكنها أن تحصل على الإشهار العام، ولا على دعم من صناديق دعم وسائل الإعلام. ولا يمكن لصحافييها أيضا الحصول على بطاقة احتراف.وأضاف أن بعض وسائل الإعلام وبينها النهار تحاول “ضرب مصداقية الصحافة الإلكترونية عبر اتهامها بأنها تعمل لحساب معارضين ناشطين عبر الإنترنت”.وتابع “نحن نعمل مثل باقي الصحافيين ونخضع للقواعد ذاتها، القانونية والأخلاقية”، مؤكدا أن “الوسائط فقط هي التي تختلف”.

 

وإضافة إلى الصحافيان عبدو سمار ومروان بوذياب تم حبس مدير موقعي “ألجيري ديراكت” و”دزاير برس” الصحافي عدلان ملاح-و هو إبن وزير جزائري سابق-، بحسب محاميه و تم سجنه بالرغم من وضعه الصحي الخطير.وينتظر أن تنظر غرفة الاتهام لمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة الجزائرية، الأحد المقبل في قضية عدلان ملاح، بحسب محاميه.

 

واتهمت العديد من الشخصيات الجزائرية بينهم مدير قناة النهار الجزائرية المثيرة للجدل، المدون “أمير بوخرص”المعروف بـ”أمير دي زاد” بـ”ممارسة الابتزاز بحقهم”.
من جهة أخرى تم توقيف إلياس حديبي صاحب موقع “الجزائر24” وعبد الكريم زيغيلاش مدير إذاعة “سربكان” الإلكترونية وسجنا في 31 أكتوبر.ويذكر أن الصحافي سعيد شيتور المتهم “بالتخابر مع قوة أجنبية” بسبب تسليم “وثائق سرية” لدبلوماسيين أجانب-إسبان تحديدًا-، موقوف منذ جوان 2017.

 

هل سيتم إطلاق سراح الصحفي عدلان ملاح الأسبوع المقبل..؟
كشفت مصادر قضائية موثوقة لــــ”المحرر” أنه من المنتظر أن يتم إطلاق سراح الصحفي عدلان ملاح مدير و مسير الموقع الإلكتروني الإخباري الجزائري “دزاير براس” من المؤسسة العقابية بالحراش بأمر قضائي من غرفة الإتهام بمحكمة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة إلى حين إستكمال التحقيق،مع العلم أن ملاح موجود بالحبس على ذمة التحقيق منذ 22 أكتوبر الماضي.و رجّحت مصادرنا أن يكون الإفراج عن ملاح يوم الأحد أو الإثنين المقبيلن.

 

و نشير إلى أن الصحفي عدلان ملاح يعاني من أزمة صحية حادة ألمّت به قبل دخوله السجن لتزداد حالته الصحية تدهورًا،حيث تم نقله عدة مرات إلى عيادة سجن الحراش لتلقي العلاج المناسب،و بالرغم من وضعه الصحي لم يتم نقله إلى المستشفى أو الإفراج المؤقت عنه خاصة و أن الأمر يتعلق بشخصية إعلامية معروفة و محترمة و سليل عائلة عريقة و والده شخصية وطنية معروفة و هو وزير سابق و قيادي بارز في التجمع الوطني الديمقراطي و ليس بمجرم خطير.

 

كما سيتم قبل نهاية الأسبوع المقبل إطلاق سراح جميع الصحافيين و الفنانين الذين تم الزج بهم في السجن خلال الأيام الماضية،و يتعلق الأمر بكل من الممثل كمال بوعكاز و المغني رضا سيتي 16 و اللاعب فوضيل دوب و الصحفي إلياس حديبي صاحب موقع “الجزائر24” وعبد الكريم زيغيلاش مدير إذاعة “سربكان” الإلكترونية و الذين سجنا في 31 أكتوبر الماضي.و نشير في الأخير إلى أنه قد تم مساء أمس إطلاق سراح عبدو سمار ومروان بوذياب وهما رئيس تحرير وصحافي في موقع “الجزائر بارت” و قبلهما “ميستر أبي” صاحب برنامج “الزعيم” بقناة “بور تيفي”.

زر الذهاب إلى الأعلى