اختتام فعاليات مهرجان السينما الإفريقية باخريبكة

المحررـ ومع

وسط إيقاعات إفريقية متنوعة، امتزجت فيها ألوان الفن السابع الإفريقي ببرودة أجواء مدينة خريبكة، افتتحت، مساء اليوم السبت بالمركب الثقافي بالمدينة، فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان السينما الإفريقية، المنظم إلى غاية الـ22 دجنبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتميز حفل الافتتاح بحضور شخصيات محلية وإفريقية هامة من عالمي الفن والسياسة، بالإضافة إلى تغطية إعلامية وطنية وإفريقية متميزة. وقال مدير مؤسسة المهرجان، نور الدين الصايل، إن مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، الذي راكم خبرة تجاوزت الأربعين سنة، يمر اليوم بمرحلة انتقالية مهمة، موضحا أنه حان الوقت لتوظيف هذه الخبرة من أجل إرساء مرحلة مستقبلية ستشهد تطورات على كافة المستويات. وأضاف السيد الصايل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة الحادية والعشرين تمثل فرصة لعقد شراكات جديدة مع شركاء المهرجان وفتح الحوار مع السلطات المحلية والقطاع الخاص، بهدف الانتقال إلى المرحلة الموالية، التي يجب أن تسجل قفزة نوعية نحو المستقبل. وجرى خلال هذا الحفل الذي عرف حضورا جماهريا غفيرا، تقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي يرأسها السينمائي الكونغولي “بالوفو باكوبا كاليندا”، إلى جانب كل من السينمائية البوركينابية أبولينا طراوريو، والممثلة المغربية بنشهيدة نفيسة، وعمر صال، سينمائي من السنغال، والصحافية المغربية ياسمين بلماحي، ومن أنغولا السينمائي زيزي كامبا.

كما تم تقديم أعضاء لجنة تحكيم جائزة السينيفيليا أو “دون كيشوط”، التي تمنحها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، والتي تتكون من ثلاثة أعضاء يمثلون ثلاثة أندية سينمائية مغربية هم فاطمة الفوراتي من جمعية النادي السينمائي بخريبكة رئيسة، وأحمد الكوال عن نادي التواصل السينمائي ببرشيد، وإدريس اليعقوبي عن النادي السينمائي بالقنيطرة .

ويتنافس على الجائزة الكبرى لهذه الدورة التي تحتفي بالسينما الأنغولية، 15 فيلما تمثل إلى جانب المغرب 13 دولة إفريقية هي الكاميرون والجزائر والبنين ورواندا وكينيا وجنوب إفريقيا وتونس وزامبيا ومالي والكونغو برازافيل والكوت ديفوار وتنزانيا وغانا.

وتضم قائمة الأفلام المشاركة بالمسابقة الرسمية فيلم “كتيكي” للمخرج بيتر سدوفيا من غانا، و”روبيل بيلغريم” للمخرجين روبيل بيلغريم من الكاميرون، و”تقاطع الطرق- ت” لإميل شيفيجي من تنزانيا، و”السعداء” لصافية بن جبار من الجزائر، و”نانغاما” لارنتيس دو بونالي من الكوت ديفوار.

ومن بين الأعمال المتنافسة أيضا فيلم “سفر المنسيين” لسينامي بيتهوكبي من البنين، و”رأفة الغابة” لجويل كاريكيزي من رواندا، و”صوبا مودو” لاوكاريون وانينا من كينيا، و”الحصادات” لإيتان كالوس من جنوب إفريقيا، و”فتوى” لمحمد بن محمود من تونس، و”لست ساحرة” لرينغانو نيوني من زامبيا، و”كوساو / العاصفة الرملية” لابراهيما توري من مالي، و”إلونك / انتصار” لإيزيبيت مابيالا من الكونكو برازافيل.

كما يتنافس على الجائزة كل من الفيلمين المغربيين “امباركة” لمحمد زين الدين، و”انديكو/ طفل النجوم” لسلمى بركاش.

ويمثل موضوع “النقد السينمائي في زمن شبكات التواصل الاجتماعي” محور الندوة الرئيسية لدورة هذه السنة التي ستنظم يوم غد الأحد، وذلك باعتبار أهمية شبكات التواصل الإجتماعي في التعبير عن الأفلام، وعلاقتها بالنقد السينمائي التقليدي.

ويمثل هذا المهرجان الذي راكم 40 سنة من التجربة مناسبة سنوية للسينما الإفريقية لتدارس الأفق السينمائي بالقارة السمراء، وعرض الأعمال الجديدة والمتميزة، وذلك لخلق حراك تفاعلي يغني التجارب القارية ويظهرها للعالم.

ويواصل مهرجان السينما الإفريقية بعاصمة الفوسفاط، باعتباره واحدا من أعرق المهرجانات في القارة، مد جسور التواصل السينمائي والفني بين السينما المغربية وتفاعلها الدائم مع سينما الدول الإفريقية، وذلك من خلال خلق فرص الحوار والتواصل وتبادل الخبرات والتجارب بين السينمائيين الأفارقة.

كما يؤكد من جهة أخرى انفتاح المغرب والتزامه ثقافيا وفنيا بجذوره الإفريقية العريقة واعتزازه بها، على اعتبار أن الثقافة الإفريقية تشكل رافدا أساسيا من روافد التقدم الحضاري، ومكونا جوهريا في هويته الثقافية المتعددة والمنفتحة

زر الذهاب إلى الأعلى