استئنافية الجديدة تدين مؤذنا قتل زميله ب 30 سنة سجنا نافذة

المحررـ متابعة

أفادت مصادر اعلامية، أن غرفة الجنايات الابتدائية لدى استئنافية الجديدة ، أدانت مؤذنا متهما ب30 سنة سجنا نافذا، في حق مؤذن متهم بقتل زميله بعد صراعهما على أحقية الآذان ، مطلع شهر أكتوبر 2018، بتراب إقليم سيدي بنور.
وأكدت مصادرنا أن جريمة القتل هذه اعتبرت غير اعتيادية، لكون من ارتكبها مؤذن مسجد في حق مؤذن آخر، كانا يقيمان آذان الصلاة في المسجد ذاته، بدوار “اأولاد لحسن”، بإقليم سيدي بنور.

ووفق ذات المصادر قد أفضت الأبحاث والتحريات التي قام بها المتدخلون من مختلف الوحدات لدى سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، من إيقاف الجاني، في أقل من 24 ساعة، صبيحة اليوم الموالي لجريمة الدم التي اهتز على وقعها الرأي العام المحلي والإقليمي ، بالنظر إلى طبيعتها، والمركز الديني والاعتباري للجاني والمجني عليه.

هذا، وحسب ذات المصادر فإن مؤذنين من إقليم سيدي بنور، أحدهما يتحدر من جماعة “امطل”، والثاني من جماعة “الجابرية”، وهما ربا أسرتين، ويبلغان من العمر حوالي 44 سنة، كانا في خلاف حول من يؤمن آذان الصلاة في مسجد دوار “أولا لحسن”، بجماعة “الجابرية”، الذي تم تشييده حديثا، سيما أن أحدهما (الجاني)، كان يطمح إلى أن يكون المؤذن الرئيسي، الشيء الذي لم يتأت له، بعد أن عينت مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية زميله (الضحية) في هذا المنصب. الأمر الذي لم يتقبله المؤذن الآخر.
وقد تطور الخلاف بين المؤذنين، عقب صلاة فجر يوم الاثنين 1 أكتوبر من السنة الماضية، إلى صراع عنيف، حيث اعتدى أحدهما على الآخر بالضرب، إلى أن أسقطه على الأرض جثة هامدة.

وفور إشعارها، استنفرت سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، وحداتها الدركية، وانتقلت على وجه السرعة إلى الدوار المستهدف بالتدخل، حيث باشرت المعاينات والتحريات، لتحديد أسباب وملابسات جريمة القتل، كما شنت حملات تمشيطية واسعة النطاق، بالاستعانة بفرقة الكلاب المدربة، لكن الجاني كان تبخر في الطبيعة، وكأن الأرض ابتلعته.

هذا، ووضع المسؤولون الدركيون لدى سرية سيدي بنور، والقيادة الجهوية بالجديدة، خطة محكمة للإيقاع بالقاتل، وذلك بنشر وانتشار أفراد من الدرك بالزي المدني، في الحقول وعلى المسالك والأراضي الخلاء، والنقاط الترابية التي قد يسلكها في رحلة فراره.
ولم تستثن من ذلك حتى مدينة سيدي بنور، التي من المحتمل جدا أن يلجأ إليها الجاني، سيما أن المدينة يقام بمدارها الحضري، يوم الثلاثاء من كل أسبوع، السوق القروي الأسبوعي، المعروف ب”سوق الثلاثاء”.

وقد أخذ رجال الدرك بالزي غير المميز، أمكنتهم ليلا، عند المدخل الجنوبي لسيدي بنور، في محيط “سوق الثلاثاء، وفي حدود الساعة الرابعة من صبيحة الثلاثاء 2 أكتوبر 2018، أثار انتباه الدركيين الذين كانوا في عملية مراقبة وترصد، رجلا ب”جلابة”، كان كثير الحركة وفي حيرة في أمره، وكانت سلوكاته تثير الانتباه ، ما حدا بالمتدخلين الدركيين إلى استفساره، والتحقق من هويته حيث اقتادوه إلى مقر سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، وهناك تم التأكد من هويته، بتنقيطه على الناظمة الإلكترونية، وكانت هويته مطابقة للشخص المبحوث عنه، مرتكب جريمة الدم.

وكان القاتل غادر مسرح الجريمة، فور ارتكابها، والتحق بمنزل أسرته، حيث قام بخلع ملابسه، وارتداء “جلابة”. وبعدها، كان يهم بالفرار إلى خارج جماعة “الجابرية”، لكنه ارتأى، درءا للخطر المحدق الذي كان يتهدده بالسقوط في قبضة متعقبيه من رجال الدرك، أن يقضي المبيت في بناية مهجورةـ على مشارف التجمع السكني بدوار “أولاد لحسن”.. إلى أن يحل الليل، ويغادر من ثمة المكان بأمن وسلام تحت جنح الظلام.

وأوردت  المصادر ذاتها ن ذلك ما فعله الجاني، في الساعات الأولى من صبيحة الثلاثاء، وكانت وجهته “سوق الثلاثاء”، بسيدي بنور، وكان ينوي، قبل الاشتباه فيه وإيقافه، الحصول على بعض المال، لمواصلة رحلة الفرار خارج إقليم سيدي بنور. لكن المتدخلين الدركيين تمكنوا من القبض عليه.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد