أعاد رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، جدل لغة التدريس إلى الواجهة من جديد، حيث صدر اليوم السبت، كتاب جديد له يحمل عنوان “موقف عبد الإله بنكيران من فرنسة التعليم”، ألفه الكاتب بلال التليدي بطلب من ابن كيران.
الكتاب الذي يقصف فيه ابن كيران ما يُسمى بـ”فرنسة التعليم”، بسط فيه الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية 5 حجج لدحض فكرة “فرنسة التعليم”، وبيان مخاطرها على المنظومة التربوية، حسب رأيه.
المؤلف بلال التليدي، أوضح أن كتابه عبارة عن تجميع وتركيب وصياغة 5 تدخلات لابن كيران حول القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، قام بها في مناسبات مختلفة.
حجج ابن كيران
ويشدد ابن كيران في هذا الكتاب، على ضرورة رفع الخلط والالتباس بين لغة التدريس وتدريس اللغات، حيث يكشف عن سياق إعداد القانون الإطار ومسار الانزياح عن التوافق حوله، ثم يبسط خمسة حجج أساسية لإسناد موقفه.
وتتلخص حجج ابن كيران في كون “فرنسة التعليم تمثل إعاقة خطيرة للتعلم في مراحله المفصلية، وأنها ستخلق نموذجا لتعليم تمييزي سيفشل المنظومة التربوية، وأن الدول الصاعدة اعتمدت لغتها الوطنية في التدريس، ولا وجود لدول استدت في نهضتها على لغة غيرها”.
ويرى ابن كيران في الكتاب ذاته، أن “فرنسة التعليم تتطلب إمكانات ضخمة غير متوفرة، بالإضافة إلى الحجة الخامسة التي استند فيها إلى قضية القطيعة والانسلاخ عن الهوية الذي سيحصل بفرنسة التدريس”.
ويختم ابن كيران كتابه بمناقشة سياسية لقادة حزبه في مسار المواقف التي اتخذوها منذ دخول القانون الإطار إلى المؤسسة التشريعية إلى التصويت عليه، معتبرا أن ما فعلته القيادة “يمثل خطأ جسيما يتعارض مع مبادئ الحزب ورؤيته المذهبية”.
بطلب من ابن كيران
بلال التليدي قال في مقدمة الكتاب، إن ابن كيران اقترح عليه جمع كلماته في الموضوع، ومحاولة نقلها من الطابع الشفوي إلى الصياغة اللغوية المكتوبة، لافتا إلى أنه ككاتب حبذ الفكرة.
وأوضح أنه اختار أن يشرع في صياغة هذه الكلمات بشكل تركيبي، متحرر من استقلال التدخلات بموضوعها وزمنها، لأنه كان مهتما بدرجة أولى بتركيب الحجج التي استعملها ابن كيران لدحض فكرة فرنسة التعليم، وهي الحجج التي كانت مبثوثة في الكلمات الخمس بدون تأطير أكاديمي.
كما حاول الكتاب توثيق اللحظة الخلافية داخل حزب العدالة والتنمية بخصوص هذه القضية، والنقاش السياسي الذي أطر به ابن كيران الموضوع، فجاء الكتاب يرصد الحجج السياسية التي استعملها ابن كيران في مناقشة القيادة السياسية لحزبه.
وأشار التليدي إلى أن كتابه يبين رؤية ابن كيران ومنهجه في تفكيك اللحظة السياسية بكل تفاصيلها، ودراسة أثر المواقف المتخذة، وطرح الخيارات البديلة، للبقاء في المعادلات البراغماتية المرسومة.
ويكشف التليدي في مقدمة الكتاب أنه لما قام بالصياغة، أكبر ابن كيران العمل فتحول المشروع إلى فكرة كتاب، فانطلقت جلسات المراجعة التي أخذت أكثر من لقاء وتشاور، حتى انتهى الكتاب بالصيغة التي ستصل للقارئ.