يعيش البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية منذ سقوطه المدوي في الإنتخابات التشريعية الأخيرة على وقع حالة من التصدع وتوالي الإستقالات وأبرزها استقالة الأمانة العامة للحزب.
وبعودة عبد الإله بنكيران إلى الأمانة العامة لحزب المصباح يطرح المهتمون بالشأن الحزبي المغربي السؤال حول قدرة بنكيران في إنقاذ حزبه من الإنقسام والتشثت وتجاوز أزمة نتائج الإنتخابات التشريعية؟
بنكيران الذي تم إنتخابه أمينا عاما جديدا خلفا لسعد الدين العثماني أول أمس السبت في مؤتمر استثنائي دشن مسؤوليته الجديدة بعبارات متفائلة حول مستقبل حزب المصباح، وقال بنكيران عقب انتخابه أن القيادة الجديدة ليس من مصلحتها تصفية الحسابات، مؤكدا أن اليوم هو يوم المستقبل ويجب أن يكون كل البيجيدين يدا واحدة.
وأضاف بنكيران قائلا: “سنعود لتحقيق الانتصارات، لكن يجب أن نبقى في الساحة”.
وبانتخابه للمرة الثالثة على رأس الحزب الإسلامي، يواجه بنكيران امتحاناً جديداً بشأن إدارته لـ”المرحلة الصعبة” في تاريخ الحزب، وإعادة ترتيب أوراقه حفاظاً على مستقبله ووحدته، وتجاوز تداعيات ما يعيشه من أزمة تفرض عليه كأمين عام لكل مناضلي الحزب أن يكون رجل توافقات، وأن يمتلك القدرة على تدبير المرحلة الانتقالية وإجراء تقييم حقيقي وشامل لمسار الحزب والخروج بخلاصات تمكن من إطلاق دورة جديدة.
صحيح أن بنكيران لطالما نجح أكثر من مرة في رأب الصدع الداخلي في مراحل عديدة من تاريخ حزب وقاد حزبه في مرحلة الربيع العربي إلى قيادة الحكومة ، بيد أن الحزب الذي ترك قيادته في عام 2017 لم يعد كما كان، بعد أن فقد الكثير من تجانسه وشعبيته وصدقيته، فهل يستطيع بنكيران إنقاذ الحزب بعد عودته إلى قيادته؟