أجريت، أمس الخميس بمصحة بالدار البيضاء، عمليات جراحية غير مسبوقة للأوعية الدموية في المغرب، باستخدام نظارات ذكية بتقنية الواقع المعزز.
وتتيح هذه التقنية دمج العناصر الافتراضية بشكل ثلاثي الأبعاد (في الوقت الفعلي) ضمن بيئة حقيقية للجمع بين الواقعي والافتراضي وإعطاء المزيد من الإمكانيات للجراحين. وهكذا، سيكون الجراح قادرا على تحميل ومشاهدة صور الأشعة داخل هذه النظارات والتي هي نظارات واقع مختلط ليصبح مستقلا تماما عن الشاشة الثابتة.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور أمين جيراري، جراح القلب والأوعية الدموية، في تصريح لقناة M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “لدينا فرصة مهمة لتسليط الضوء على التقنيات الجديدة المتمثلة في الواقع المعزز المطبق في الجراحة وعلى وجه الخصوص جراحة الأوعية الدموية”.
وأضاف أن هذه النظارات الذكية، التي اخترعها البروفيسور كلود مياله، المدير السابق لمركز القلب والصدر في موناكو، “تسمح بزيادة حقيقية في قدراتنا كجراحين للتمكن من العمل في أوضاع مريحة للغاية”، مشيرا إلى أن الجراح سيكون قادرا على رؤية، ودمج وتحسين في الفضاء الصور الإشعاعية التي يحتاجها بفضل هذه النظارات. وأبرز الدكتور جيراري مدير المركز، الذي تم فيه استخدام هذه التقنية أن “المغرب فتح الباب أمام هذا الاختراع الجراحي المتميز لأن لديه مهندسين أكفاء للغاية عملوا مباشرة مع الدكتور كلود مياله”، مشيرا إلى أن المخترع اختار هذا المركز المرجعي ليواصل العمل على تطوير هذه النظارات.
وأوضح أنه “اليوم هو يوم خاص لأننا بصدد إجراء عمليات جراحية للعديد من المرضى في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان بفضل هذه النظارات التي ستزيد من قدراتنا من حيث الجراحة”، مشيرا إلى أن العديد من التدخلات سيتم إجراؤها “لأول مرة في المغرب وفي القارة” بفضل هذه النظارات.
من جانبه، أكد البروفيسور كلود مياله، مخترع النظارات وأحد رواد جراحة الأوعية الدموية، أن جراحة الأوعية الدموية تجعل من الممكن إجراء عملية عبر المرور داخل الأوعية، مشيرا إلى أنه للمرور داخل الأوعية، يحتاج الجراح إلى توجيه بفضل فحوصات الأشعة والأشعة السينية.
وأكد أن التصوير أثناء العملية أصبح ذا أهمية متزايدة، “وبدأ في استبدال التحكم البصري المباشر حيث إن التدخل يتم من خلال الفحوصات الإشعاعية”.
وتابع أنه يتم توفير الصور الشعاعية في غرف ثابتة، في حين يجب أن تكون الصور متوفرة لرؤية مباشرة، مشيرا إلى أنه في جراحة الأوعية الدموية، يكون الطبيب مضطرا للتحرك حول المرضى لاستخدام إمكانيات الوصول المختلفة على مستوى الفخذ أو الكتف، مما يجعل من الصعب الحصول على رؤية مباشرة لصور الأشعة. وقال البروفيسور مياله “كانت الفكرة تتمثل في استقبال صور الأشعة داخل هذه النظارات وهي عبارة عن نظارات واقع مختلط لتصبح مستقلة تماما عن الشاشة الثابتة”، مشيرا إلى أنه من هذه اللحظة “يمكننا من خلال الأوامر الصوتية أو التحكم باستخدام الأصابع التلاعب بهذه الصور وتكبيرها أو جعلها تختفي، وبالتالي اختيار الصور التي سنحتاجها في الوقت المحدد لنتمكن من تنفيذ مثل هذا الوقت التشغيلي بدقة ورؤية مباشرة “.
وأضاف أن “هذه التقنية تتيح ربح الوقت وإجراء الجراحة في وضع أكثر راحة”، مضيفا أن هذه الأداة التكنولوجية مناسبة جدا مع تطور جراحة الأوعية الدموية والقلب المرتبطة بأمراض القلب التداخلية، مما يمكن استخدام كل الاحتمالات والمهارات لتطوير بشكل فعلي جراحة الأوعية الدموية.
وحسب البروفيسور مياله، “سيتم إجراء جراحة الأوعية الدموية فقط عن طريق الأوعية الداخلية، بينما سيتم إجراء جزء من جراحة القلب أيضا من داخل الأوعية الدموية، ومن هنا تأتي أهمية نظارات الواقع المختلط.”
وأوضح صاحب هذا الاختراع أن هذه النظارات تجعل من الممكن القيام بالتدخلات بدون شاشة ثابتة، وبعبارة أخرى التصوير المجسم التدخلي أو إمكانية إجراء العمليات مع الصور المجسمة كصورة مرجعية.