المحرر الرباط
أكد المشاركون في النسخة الثانية من المؤتمر العلمي للجمعية الوطنية لعلم الأوبئة الميداني، أمس الجمعة بالرباط ، أهمية هذا النوع من العلوم كركيزة لتحقيق الأمن الصحي بالمغرب.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي يعقد حول موضوع ‘’علم الأوبئة الميداني ركيزة الأمن الصحي في ظل المخاطر الوبائية’’، إلى أن يكون ملتقى يجمع علماء الأوبئة الميدانيين ومختلف الفاعلين المعنيين بتدبير حالات الطوارئ للصحة العمومية، لاسيما الأوبئة.
ويوفر المؤتمر الذي يستمر يومين (27 و28 يناير)، فرصة لمهنيي القطاع الصحي لتبادل معارفهم وخبراتهم في مختلف مجالات التدخل، بدء بالاكتشاف المبكر للوباء حتى التعامل معه، وتقييم الإجراءات المتخذة لمراقبة شوائب الصحة العمومية، والحد من تأثيرها ومنع تكرارها.
وأفاد رئيس الجمعية المذكورة معاد مرابط أن هذه التظاهرة تروم تشجيع تبادل الأفكار والنقاشات حول جملة من التيمات ذات الصلة بالأمن الصحي، خاصة مكانة علم الأوبئة الميداني كأساس لهذا الأمن.
وقال مرابط إنه غداة أزمة (كوفيد ـ19)، بات لزاما إعداد العدة للمخاطر الوبائية المستقبلية، حيث حدوثها وارد، لا سيما من خلال التكوين في إطار شامل للأمن الصحي الوطني والدولي.
من جانبه، أكد الكاتب العام لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية عبد الكريم مزيان بلفقيه أن علماء الأوبئة الميدانيين والسريريين وكافة الفاعلين المتواجدين في الخطوط الأمامية، يمثلون القوة الضاربة للمنظومة الصحية الوطنية وأداتها في مواجهة التحديات المتزايدة والمعقدة التي تهدد هدوء حياة المواطنين.
ولاحظ بلفقيه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن ظهور الأمراض المعدية وتكرار العوامل المسببة للأمراض وتنوعها، والمقاومة المتزايدة لمضادات الميكروبات، وانتشار المخاطر البيئية، يشكلون اختبارات كبيرة للمنظومة الصحية.
واعتبر أن تفشي وباء (كوفيد ـ19) قبل ثلاث سنوات من الآن، يذكر البلد وباقي بلدان العالم بأهمية الاستعداد بشكل سليم وملائم لجميع الاحتمالات المستقبلية والتوفر على آليات مراقبة موثوقة.
وأبرز الكاتب العام للوزارة ، في هذا الصدد ، أن المغرب يملك نظاما متماسكا ومتكاملا للتحضير للأزمات الصحية وحالات الطوارئ الصحية العمومية حتى لو كانت ذات طابع دولي، مضيفا أن هذا النظام يستمد فعاليته من خبرة المملكة التي تعود إلى قرون في مجال الصحة العمومية.
وبدورها، اعتبرت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب مريم بيغديلي أن موضوع هذا المؤتمر في نسخته الثانية يمثل قضية الساعة ويكتسي أهمية قصوى، بالنظر إلى السياق الحالي للمتحورات المرتبطة ب(كوفيد ـ 19) والأوبئة والمخاطر الصحية الأخرى.
وأوضحت أن وباء (كوفيد -19) أظهر بجلاء الدور الأساسي لعلم الأوبئة الميداني كقدرة لا غنى عنها لاكتشاف الحالات ورصد الأشخاص المخالطين واتخاذ إجراءات الاستجابة السريعة من أجل الحد من انتشار الفيروس.
وتنظم المؤتمر الجمعية الوطنية لعلم الأوبئة الميداني تحت رعاية وزاره الصحة والحماية الاجتماعية، وبدعم من منظمة الصحة العالمية والشبكة الشرق ـ أوسطيه للصحة المجتمعية، ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإفريقيا، ومنظمة ميدي كوس مندي الإسبانية.
وتأسست الجمعية الوطنية لعلم الأوبئة الميداني في عام 2019، وتتمثل مهمتها في تطوير هذا النوع من العلوم على المستوى الوطني، وإجراء البحوث والدراسات في مجالات علم الأوبئة والصحة العمومية، وكذا المساهمة في تدبير حالات الطوارئ الوطنية والدولية التي تخص الصحة العمومية.