رسالة الى حكومة النكبة: لا تتهموا البرد بالباطل

المحرر

 

لقد ركّب لنا الاستاذ مصطفى بيتاس قرون معزة، وهو يبرر غلاء المنتجات الفلاحية، و يعزوها الى موجة البرد التي تجتاح بلادنا خلال الفترة الاخيرة، و ذلك في مشهد غربب جعلنا نعتقد بأن المغرب يعيش و لاول مرة في تاريخ موجة برد قارس تؤثر على اسعار الخضروات و الفواكه، بل و تؤثر على اثمنة الزيت و الياغورت و الشوكولاته و الالمنيوم و الزجاج و هلم جرّا.

و إذا محصول الطماطم هذه السنة قد تجاوز ما أُنتج خلال السنة الماضية، حسب بيتاس، فما دور موجة البرد في ارتفاع اثمنتها التي تضاعفت بشكل مهول، و منذ اشهر، دون أن نسمع بتدخل حكومة الاثرياء لاعادة الامور الى نصابها، ليأتي ناطقها اليوم كي يخبرنا بأن البرد هو السبب فيما آلت اليه الانور اليوم!!

ما لايستطيع سي بيتاس أن يبوح به اليوم، هو أن رئيسه في الحكومة هو السبب الاول و الاخير في يحدث للفقراء اليوم ببلادنا، لانه صاحب مشروع المخطط الاخضر، الذي استنزف مئات الملايير من خزينة الدولة، و انتهى على ما هو عليه الحال اليوم، لدرجة أن المغاربة باتوا مصدرين لاجود انواع الحبوب، بينما يستهلكون تلك المخصصة للماشية.

مخطط المغرب الاخضر، فتح المجال لكبار الفلاحين و التجار و السياسيين، لتصدير خيرات البلاد دون حسيب ولا رقيب، حتى أصبح المواطن المغربي يساهم في المعاش اليومي للمواطن الاروبي، على حساب امنه الغذائي و المائي، فأصبح كل بامكان كل شخص يعرف اخنوش، أن يصدر خيرات البلاد الى الخارج، بتسهيلات غير مقبولة، و تضر صناديق الدولة بالدرجة الارلى.

و بينما كانت بعض الجهات المكلفة بدراسة السوق، تدق ناقوس  الخطر بخصوص استنزاف الثروة الغذائية من خلال بيعها بالسوق الخارجية، واصل كبار الفلاحين و السياسيين تصديراتهم المربحة، و تعمدت وزارة الفلاحة السكوت عن هذا الامر لأن سي عزيز كان بصدد حماية مصالحه و تحصين قواعده السياسية، و هاهو المغرب الاخضر قد افلس بشهادة الجميع و جاء الجيل الاخضر ليعوضه و بكمل مسيرة الفشل.

مصطفى بيتاس، يعلم جيدا بأن تدهور علاقات بلادنا مع البرلمان الاروبي، سيساهم في تراجع صادرات الفلاحة المغربية نحو السوق الاروبية، و بالتالي. سيتحول جزء من تلك الصادرات نحو السوق الداخلية ما سيؤثر على الاثمنة و سيجعلها تتقلص شيئا فشيئا، و لهذا فقد حمل المسؤولية للبرد، وهو على يقين من أن البرد لا يمكنه التعقيب و الدفاع عن نفسه أمام الرأي العام.

شارك هذا المقال على منصتك المفضلة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد