المحرر الرباط
في ظل تواصل الازمة التي تسببت فيها فرنسا داخل البرلمان الاروبي، بسبب تجييشها للاعضاء ضد بلادنا، يجري المفوض الأوروبي للجوار وتوسيع الاتحاد، أوليفيي فارهيليي، زيارة عمل للمغرب، من فاتح الى 3 مارس، في اطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية ومتعددة الأشكال بين الرباط وبروكسيل.
و تأتي زيارة المسؤول الاروبي رفيع المستوى الى بلادنا، لتؤكد على ان هناك جهات حكيمة داخل الاتحاد الاروبي، ترفض خسارة المغرب كشريك استراتيجي، و تسعى الى احتواء الازمة، عبر تعزيز علاقات الثقة بين الاوروبيين و المغاربة، و تجاوز العراقيل التي تسعى بعض الجهات المستفيدة من البيترودولار لوضعها خدمة لاجندات تعادي بلادنا.
زيارة المفوض الأوروبي للجوار وتوسيع الاتحاد، في هذا التوقيت، تعكس مثانة العلاقات المغربية الاروبية، التي توطدت مع مرور الوقت، بفضل الكم الهائل من اللقاءات و المشاورات و كذا الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين على مستوى مجموعة من المجالات، حيث حمل المغرب علىى عاتقه مسؤوليات كبيرة لفائدة الاتحاد الاروبي، جعلته شريكا استراتيجيا لا بديل له اقليميا، و لا يمكن الاستغناء عنه في ظل الاضطرابات و النكسات التي تعاني منها دول الجوار.
و قد ساهمت الوحدة القومية التي تضمنها الملكية في المغرب، اضافة الى الاستقرار الامني، في جعل بلادنا شريكا اساسيا لمجموعة من التحالفات الدولية و الدول العظمى، و تأهليها لتكون وجهة دولية للاستثمار و التعاون في اطار سعي مجموعة من القوى الى فتح مواقع جيواستراتيجية و فتح منافذ نحو الاسواق الافريقية التي تزخر بموارد متنوعة.
و في نفس السياق، فان الزيارة التي يقوم بها أوليفيي فارهيليي، تعكس حقيقة التيارات المتعاكسة داخل البرلمان الاروبي، بين اغلبية الاعضاء الداعمين للمغرب و بعض الاقليات الهادفة الى استغلال موقعها داخل هذه الهيأة لممارسة الابتزاز و الضغط على بلادنا لانتزاع امتيازات غير منطقية و ممارسة الوصاية على القرارات السيادية التي لا يحق لاي كان التدخل فيها.
500 مليار التي سيتم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة، كدعم لوزارة المالية المغربية، تعكس نية الاتحاد الاروبي تصحيح سوء التفاهم مع المغرب، و اعادة وضع قطار التعاون المتبادل على سكته الصحيحة، و هو ما يؤكد بشكل واضح مدى اهمية بلادنا على المستوى الدولي، خصوصا في المجال الامني الذي باتت المملكة المغربية متمكنة منه و تعطي فيه دروسا للعالم، خصوصا على مستوى محاربة الارهاب و الجريمة المنظمة العابرة للقارات.
الاتحاد الاروبي، يعي جيدا أن المغرب هو المنفذ الوحيد و الاوحد، الاكثر امانا و استقرارا بالمنطقة، و يسعى جاهدا الى الحفاظ على شراكاته مع بلادنا، في ظل ما تعيشه دول الجوار من مشاكل و اضطرابات تعبق تقدمها و تحول دون استيفائها لشروط عقد شراكات و اتفاقيات مع المنتظمات الدولية، و مع القوى التي تشترط الامن و الامان و الديموقراطية للتعاقد مع الشركاء.
زيارة فارهيليي، تاتي للتأكيد على أن الاتحاد الاروبي بجميع هياكله، واعٍ بالاهمية التي تكتسيها علاقاته مع بلادنا، و يعي جيدا أن التقدم و الازدهار و الاستقرار الامني الذي يعيشه المغرب، قد ساهم في تناسل بعض العداوات الصادرة عن بلدان ترفض التوغل المغربي داخل القارة السمراء، و ترو فيه قطع رزق بالنسبة لها، خصوصا تلك التي ظلت تقتات من خيرات الافارقة منذ قرون.