المحرر من الرباط
يؤكد العديد من المهتمين بالشأن السياسي في بلادنا، على أن حزب الاتحاد الاشتراكي يعيش في الحضيض منذ سنوات، و يجمع هؤلاء على أن هذا المكون السياسي التاريخي قد بات مضرب مثل في نسول المقاعد الحكومية و المساومة بمصلحة الشعب المغربي مقابل ذلك.
و يرى بعض النشطاء، أن الاتحاد قد فقد مشروعيته و لم تعد له سمعة لا في الاغلبية ولا في المعارضة، بل و أن ما تحصل عليه من اصوات في آخر انتخابات تؤكد على أن هذا الحزب قد دخل غرفة الانعاش و يحتاج لسنوات طويلة كي يستعيد عافيته.
حزب المهدي بنبركة، و بعدما كان قادرا على تغيير امور كثيرة داخل المشهد السياسي المغربي، اصبح ينظم ليالي رمضانية للحناء، في عز الازمة التي يعيشها المغاربة، و كأن المغربيات لا ينقصهن شيء سوى الحناء و حفلات “الدراري الصغار” المنظمة تحت غطاء الشبيبة الاتحادية التي تحولت من درع حزبي الى مجمع للبراهش الغير قادرين حتى على التمييز بين النضال و التبرهيش.
فرع شبيبةالاتحاد الاشتراكي بفاس، اماط اللثام عن حقيقة حزب يعيش احلك ايامه، و يعاني من ازمة النخب التي انسحبت في صمت منذ أن اصبحت قيادته مجرد اداة لتحقيق المصالح الشخصية و توزيع المناصب على الاحباب و الاصحاب، و لو أن للاتحاد ربع غرام من الانفة التي كان يتمتع بها في الزمن اياه لمارس المعارضة بمفهومها الحقيقي.
الاتحاديون يعيشون مذلة لم يسيقهم لها احد، لان زعيمهم المحنك، قد تحالف في يوم من الايام مع اخنوش، لاحداث بلوكاج في وجه عبد الاله بنكيران، و هاهو أخنوش يتجاهلهم اليوم، و يحتقرهم بتشكيل حكومة لم يقترح عليهم فيها حتى منصب كاتب عام، في مشهد يؤكد على أن عجلة الاحتياط لم تكن سوى ذلك الحزب العتيد الذي انتهت به الايام منبوذا بلا قوة.
المغرب اليوم في حاجة الى معارضة قوية، قادرة على خلق النقاش حول التضخم الذي يعصف بالقدرة الشرائية للمواطن، و ليس الى احزاب تنظم حفلات حناء، لتبرير مصاريف الفروع و الظهور بثياب الشيوخ وبما أن الاتحاد الاشتراكي بعظمة قدره قد تحول الى حناية في زمن ارتفاع الاسعار، فلاداعي أن نناقش اخنوش حول كوارثه و لنهنئه بمعارضته.