المحرر الرباط
كشفت مصادر اعلامية فرنسية، أن حملة الدعم المالي التي أُطلقت لاجل مساندة الضابط الفرنسي الذي اعدم الطفل نائل رميا بالرصاص، قد مكنت عائلة الجاني من مبلغ يزيد عن المليون يورو، ساهم فيها العديد من النشطاء المتطرفين عبر تحويلات مالية الكترونية.
و حسب ذات المصادر، فان جهات محسوبة على اليمين المتطرف، هي من اطلقت حملة جمع التبرعات لعائلة القاتل، حيث استهدفت بشكل دقيق، الاشخاص المنتمين لمجموعات و صفحات فايسبوكية محرضة على العنصرية بأوروبا، و تم تمويلها من طرف المخابرات الفرنسية التي تسعى الى تبرير موقف بلادها الحرج بعد واقعة القتل.
و نجح المتطرفون في جمع مبلغ مليون و 528 الف يورو، من خلال تداول منشورات فايسبوكية داعية الى العنصرية، و هو ما اعتبره العديد من المعلقين، بالعملية الاكثر خطورة في التاريخ الحديث للقارة الاوروبية،باعتبارها دليلا على فشل عدد من الدول في محاربة الميز العنصري و نشر ثقافة التعايش داخل مجتمعاتها.
و اعتبر هؤلاء، ما تم الاعلان عنه بخصوص المبلغ الذي تم جمعه لفائدة قاتل الطفل القاصر، بمثابة شجرة تخفي وراءها غابة من الميز و العنصرية، و تكشف حقيقة الشعارات التي ظلت الدولة الفرنسية ترددها على مسامع الافارقة بهدف استنزاف ثرواتهم الطبيعية و استعباد مواردهم البشرية، فيما ان المظرة الدونية اتجاه المواطن الافريقي تبقى اصلا متجدرا لدى حفدة نابليون.
و كشفت الحادثة عن كم هائل من العنصرية في اوساط الاروبيين، و خصوصا الفرنسيين منهم، و الذين اطلقوا شعارات تفيد بضرورة طرد الافارقة من اوروبا فيما دعى بعض هؤلاء الى ممارسة العنف اتجاه المواطنين الغير منحدرين من القارة العجوز، و قد كشف العديد من النشطاء على ان المخابرات الفرنسية قد اطرت تلك الحملات و حاولت من خلالها استغلال عواطف الاروبيين لتبرير موقفها امامهم.
من جهة أخرى، عبر العديد من الاوروبيين، عن امتعاضهم من الواقعة، و استنكروا استفحال العنصرية داخل مؤسسات الدولة الفرنسية، داعين الاتحاد الاوروبي الى الضغط على قصر الاليزيه و ارغامه على احترام حقوق الانسان كاملة و على رأسها الحق في الحياة، الذي يعتبر الاسمى و الاهم.