بعد إقامته في الكاميرون لبضعة أيام، حيث ينحدر والده، قد يقوم كيليان مبابي بزيارة إلى الجزائر، بلد والدته.
ووفق مغرب أنتلجنس، فالسلطات الجزائرية تنتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر، حيث تعمل بشكل سري جداً في الكواليس لإقناع الأسرة المقربة من نجم كرة القدم الفرنسي العالمي بتنظيم هذه الزيارة الجزائرية بسرعة، وهي تثير مناقشات هامة داخل القصر الرئاسي في المرادية بالجزائر.
ونقلت الصحيفة المذكورة من عدة مصادر جزائرية موثوقة في الرئاسة الجزائرية أن زيارة مبابي هي ملف يعمل عليه مستشارو الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بجدية.
ويرغب تبون في استغلال الضجة الدولية التي ستحدث حول زيارة أفضل لاعب كرة قدم في العالم حاليًا إلى الأراضي الجزائرية. تهدف رئاسة الجزائر إلى تولي رعاية إقامة مبابي ودعوته هو وعائلته بأكملها إلى جولة مدروسة تسمح للنجم العالمي والبطل السابق لكأس العالم لكرة القدم بزيارة المواقع التاريخية في الجزائر العاصمة ومحيطها.
ومن المقرر أن يستضيف الرئيس عبد المجيد تبون مبابي وعائلته بعروض ملفوفة بعناية، بما في ذلك تجمعات جماهيرية في بعض الأحياء الرمزية والشعبية، وموكب رسمي وسيتم تجنيد الحرس الرئاسي من أجل ضمان سلامة وأمان كيليان مبابي وعائلته التي سترافقه. وفي هذا السياق، أوعزت رئاسة الجزائر بالسفارة الجزائرية في باريس بتقديم جميع الضمانات والتأكيدات لعائلة مبابي ودعوتهم بحرارة للإقامة في الجزائر. ومع ذلك، لا يحتاج اللاعب الفرنسي بالتأكيد إلى مال للسفر مع عائلته إلى الجزائر، ولكن السلطات الجزائرية ترغب في تقديم دعم محلي وتأمين لخدمات النقل لمبابي خلال زيارته للمناطق التي يرغب في زيارتها.
وتعلم رئاسة الجزائر تمامًا أن والدة كيليان مبابي، فايزة لماري، التي تنحدر من منطقة القبائل، هي الشخصية الأكثر تأثيرًا في دائرة اللاعب الفرنسي ووكيل أعماله. وقد بدأ الدبلوماسيون الجزائريون بالتواصل معها والاتصال بأفراد دائرتها لتقديم اقتراحات تسهّل زيارة اللاعب الدولي إلى الجزائر. وتهدف هذه الاقتراحات، وفقًا لمصادر مغرب أنتلجنس، أيضًا إلى إقناع فايزة لماري بطلب مبابي قبول لقاء بعض الشخصيات الرياضية الجزائرية، وهم نجوم سابقون في المنتخب الوطني لكرة القدم في البلاد، بالإضافة إلى شخصيات سياسية ولقاء شخصي مع رئيس الدولة عبد المجيد تبون. وقد وصفه الوفد الجزائري لسلطة الجزائرية لفايزة لماري على أنه عاشق كبير لكرة القدم ومشجع لإنجازات ابنه مبابي. ولكن الحقيقة هي أن الرئيس الجزائري تبون يرغب في الاستفادة من الضجة التي ستثيرها الصور التي ستخلد زيارة مبابي إلى القصر الرئاسي في المرادية.
وحسب الموقع، فهذه فرصة أخرى لتقديم صورة دولية جميلة للرئيس الجزائري الذي يحتفظ حاليًا بعلاقة باردة جدًا مع المؤسسة الفرنسية. وفي الوقت الحاضر، لا يزال من الصعب معرفة ما إذا كانت فايزة لماري قد استجابت لنداءات السلطة الجزائرية، لكن الضغط اللوبي للنظام الجزائري مستمر في هذا الملف. ووفقًا لمصادر مغرب أنتلجنس، ترغب الجزائر في استضافة مبابي قبل نهاية يوليو الحالي، أي قبل استئناف تدريبات ومنافسات الأندية الكبرى في أوروبا في غشت المقبل. ومرة أخرى، هناك مفاوضات جارية للتوصل إلى اتفاق نهائي بين فايزة لماري والوسطاء المعينين من قبل السلطات الجزائرية للإشراف على هذا الملف الذي تحول إلى “مسألة دبلوماسية ذات أهمية كبيرة” بالنسبة لحكام السلطة في الجزائر.