المحرر الرباط
هل كان الناس يظنون أن المدن المغربية ستتوحد على كلمة واحدة، و لن يكون معها معقل الرجولة و النخوة و الكرامة؟ هذا ما يستحيل في ظل تواجد مدينة صغيرة و هادئة يقطنها اطيب خلق الله و يعيش فيها النساء رجالا.
لم تتأخر قرة عين المغاربة، المتواجدة جنوب عروسة الصحراء عن تلبية نداء المغاربة، و استطاع شبابها جمع كمية من المساعدات الاي تم ارسالها الى منطقة الحوز، رغم تواضع المستوى المعيشي في هاته المدينة التي لا فرص عمل فيه عدا مناصب الشغل التي يوفرها الميناء.
و ساهم عدد كبير من البوجدوريين في حملة جمع التبرعات لفائدة المتضررين من زلزال الحوز، بعدما ابدع الشباب في تنظيم حملة راقية مكنت من اضافة اسم “بوجدور” الشامخة في تاريخ المغرب الحديث، حيث عبر المواطنون عن تضامن منقطع النظير ساهموا خلاله كل حسب استطاعته في اكبر حملة تبرعات ينظمها المغاربة.
مساعدات من قلب الصحراء ترسل الى اقليم الحوز، في الروابط المثينة و الروحية التي تجمع بين مغاربة الجنوب و اشقائهم في باقي اقاليم المملكة، و هي بالمناسبة رسالة واضحة و صريحة لكل من يهمهم الامر، ويسعون الى تفريق الاخوة و تشتيت ابناء البلد الواحد.
و اذا كان المغاربة قد اعطوا للعالم دروسا في التآخي و التعايش و حب الوطن خلال هذه الازمة التي نمر منها منذ وقوع زلزال الحوز، فساكنة مدينة بوجدور قد ابدعت في تلقين الخصوم دروسا في التمسك بمبادئ المواطنة الصالحة و التضحية بالغالي و النفيس حفاظا على ارواح الاخوة.