المحرر الرباط
لو ان المغرب رفض طلب فرنسا الرامي الى مساعدته في محنة الزلزال الذي وقع باقليم الحوز، لكان ذلك اخف ضررا على قصر الاليزيه الذي كان حتى الامس القريب يعتقد بأن القارة الافريقية محفظة باسمه و هو من يسود و يحكم فيها.
المغرب تجاهل الدعوة الفرنسية، و لم يرد عليها، لدرجة ان الاعلام الفرنسي و بايعاز من المخابرات دخل في حملة مغرضة للنيل من المملكة و رموزها، كردة فعل توحي بان الدولة المستعمر لم يتحمل أن تثور في وجهه مستعمراته القديمة التي غادرها بعدما ترك فيها قواعده.
فرنسا فقدت صوابها و لا تريد الى حدود الساعة تقبل فكرة أن المغرب قد قلب عليها الطاولة، و لم يعد يقبل وضع الوصاية التي الف حفذة نابليون على اراضيه، خصوصا و ان العديد من دول افريقيا بدأت تحدو حدو بلادنا و تخلت عن وصاية الفرنسيين اما جزئيا أو بشكل تام.
المغرب أعطى اشارات الى الدولة الفرنسية عبر تجاهله لمساعداتها، و مرر رسائل للعالم مفادها أن الجمهورية الفرنسية لم تعد عظيمة الى تلك الدرجة التي كان المنتظم الدولي يظنها، و ربما ستركز في المستقبل على بيع العطور الفاخرة عوض حشر انفها في شؤون الدول الافريقية.
زلزال الحوز سيكون نقطة بداية لسقوط الدولة الفرنسية على المستوى الافريقي، خصوصا في ظل التدبير المعقلن للازمة بعيدا عنها، و دونها، و هنا سيتأكد الافارقة من ان الافارقة فادرون على تنمية ذواتهم دون ادنى مساعدة من المستعمر الذي لا يقدم الهدايا مجانا، تماما كما سبق للملك محمد السادس و ان اعرب عنه في احدى مؤتمرات الاتحاد الافريقي.
هنا تشن الدولة الفرنسية حربا للدفاع عن اسمها فوق التراب الافريقي، و تحاول ان تخدع الماس بترويج الاخبار الكاذبة الاي تفيد بان بدونها لا يمكن لشيء ان يتحقق، لكن ما اظهره المغاربة من تضامن فيما بينهم اظهر للعالم ان افريقيا ستحكم العالم اذا ما اعتمدت على سواعدها و استثمرت مخزونها البشري في تنميتها الذاتية.