المحرر الرباط
بينما يتضامن مغاربة العالم مع منطقة الحوز في محنتها التي نجمت عن زلزال الحوز، لم نرى احدا من معارضينا السياسيين يأخد مبادرة التبرع ولو ببيضة لفائدة منكوبي هاته الكارثة، في وقت يواصل ابناء الشعب المغربي الابرار كتابة مجد امتنا في تاريخ البشرية كما كتبها اسلافنا رفقة الملكين الراحلين محمد الخامس و الحسن الثاني.
نشعر بالفخر و الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن، و نحن نتابع كما يتابع العالم مواطنا يحمل نصف كيس من الدقيق كان في منزله و يتبرع به للضحايا، كما نفتخر بمغربيتنا و نحن نشاهد تلك السيدة التي نزعت خاتما من اصبعها و ووهبته للحملة في مشهد لم يسبقها له اي شخص في العالم خلال التاريخ الحديث، و هنا نرفع رؤوسنا عاليا و نصرخ بكل ثقة في التفس “نحن مغاربة و نفتخر”.
عبد اللطيف الحموشي نزل شخصيا الى الميدان و هو يرتدي بدلة العمل، و الجهاز العسكري خصص وسائل لوجيستيكية و بشرية هائلة لانقاذ الارواح، بينما يبقى رجال الوقاية المدنية ابطالا لن يعيدهم التاريخ، اما الشعب المغربي فلا تكفي الكلمات لوصف ما قام به و ما عبر عنه من مشاعر التضامن و التآزر و تامغرابيت.
عاهل البلاد الذي لن يكفيه الوقت و لو لاستقبال مكالمات قادة الدول الذين يعبرون عن تضامنهم معنا، حل بمدينة مراكش و زار الضحايا ليتضامن معهم، و ليخبرهم بانه قريب منهم ما يضرهم يسره و ما يسرهم يسره، و كم هو عظيم ذلك المسهد الذي انحنى فيه جلالته ليقبل رأس الطفل الممد على السرير و كم احسسنا بالفخر و نحن نتابع ردة فعل المواطن الافريقي و هو يرى جلالة الملك عن قرب.
نظير كل هذا، من حقنا ان نتساءل عن الذين يدعون الى التغيير في المغرب، و الذين ينتقدون النظام و يريدون تغييره، ماذا فعل المعطي منجب و عبد المومني و غيرهما الكثير ممن راكموا ثروات من ممارسة المعارضة الممولة من الخارج، و ما الذي قدمته الجمعية المغربية لحقوق الانسان و جماعة العدل و الاحسان لفائدة الضحايا على الاقل في اطار انساني محض؟
الزلزال المدمر الذي ضرب الحوز، و بالرغم من الالم الذي تسببه لنا كمغاربة الا انه قد كشف عن معدن العديد من الاشخاص الذين يدعون حب الوطن و يتخدون الوطنية مطية للضرب في مؤسساته، و نحن على يقين من ان هؤلاء لا ينتظرون سوى حل الازمة من اجل العودة لمهاجمة الدولة و احداث الضجيج الذين حان الوقت للمغاربة جميعا كي يحاربوه.