طائرات المساعدات التي عرضتها السلطات الجزائرية على أنها سيتم إرسالها إلى المغرب لم يكن هدفها أبدًا زلزال المغرب ، بل أعدت خصيصا من أجل ضحايا فيضانات ليبيا، لكن السلطات الجزائرية حبكت سيناريو مساعدة ضحايا زلزال المغرب و صورته إعلاميا لإظهار أنها عرضت المساعدة و المغرب رفض، حسب ما أوردته صحيفة مغرب أنتلجنس.
وحسب المصدر ذاته، لم تخطط الجزائر أبدا لتقديم أي مساعدات إنسانية أو مادية للمغرب الذي دمره زلزال الحوز الذي خلف حوالي 3000 قتيل، طائرات الغذاء والأدوية والمنتجات الغذائية وفرق الإنقاذ التي صورها التلفزيون الجزائري أو خلّدها طوال مساء 11 سبتمبر، لم يكن من المقرر أن تغادر إلى المغرب لأنه كان من المقرر في البداية أن تذهب إلى ليبيا، الدولة المغاربية الأخرى التي ضربتها عاصفة دانيال التي خلفت عدة آلاف من القتلى.
وتمكن مغرب أنتلجنس التأكد من هذه المعلومات من عدة مصادر جزائرية خصوصا من داخل الهلال الأحمر الجزائري، وهي الهيئة التي تشرف على تنظيم كل هذه المساعدات الإنسانية واللوجستية.
وبحسب مصادر الصحيفة المذكورة، فإن السلطات الجزائرية كانت تعلم جيدا أن مقترح المساعدة الذي تقدمت به سيواجه بالرفض من قبل السلطات المغربية نظرا لأنه لم يمر عبر المسار الدبلوماسي المنصوص عليه في الاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات الثنائية بين الدول.
ورغبة منها في الاستفادة من الجدل الذي أثارته وسائل الإعلام الفرنسية بشأن رفض السلطات المغربية تلقي مساعدات رسمية من عدة دول مختلفة، نظمت السلطات الجزائرية عرضا تمثيليا بهدف وحيد هو جعل الرأي العام الوطني والعالمي يعتقد أن المغرب هو البلد الوحيد الذي يمكن أن ينظر إليه بأنه “الشرير الذي يرفض يد الجزائر الممدودة”.
ولتحقيق نجاح هذا السيناريو، تم توجيه تعليمات عاجلة إلى الهلال الأحمر الجزائري لحشد جزء من المساعدات المخصصة لضحايا الكارثة الليبية لجعل وسائل الإعلام تعتقد أنه تم إعداده بسرعة لإغاثة المغرب البلد المجاور. وارتبطت الحماية المدنية الجزائرية بهذه “المؤامرة” لإعطاء الانطباع بأن رجال الإنقاذ الجزائريين كانوا على استعداد للانطلاق إلى مراكش والمشاركة في عمليات البحث عن الناجين.
إلا أن فريق الكلاب المختص بالبحث وتحديد هوية الأشخاص تحت الأنقاض لم يتم إبلاغه حتى بإمكانية أي سفر عاجل إلى المغرب ولم يكن هذا الفريق متواجدا في المطار العسكري لبوفاريك أثناء تصوير تقارير التلفزيون الجزائري.
وتبين في مابعد أن هذه الطائرات التي تم تصويرها يوم 11 سبتمبر أقلعت في وقت لاحق نحو ليبيا كما كان مخططا لها في البداية، وبالفعل، أقامت الجزائر، في 12 سبتمبر الماضي، جسرا جويا مكونا من 8 طائرات شحن عسكرية، بهدف نقل مساعدات إنسانية عاجلة إلى ليبيا لمساعدتها على مواجهة تداعيات العاصفة دانييل التي ضربت مناطق ومدن شرق البلاد يوم 12 سبتمبر.