يبدو أن الجزائر ترى أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء مهم للغاية لأمنها القومي واقتصادها. فهو سيوفر مصدرًا جديدًا للغاز الطبيعي، وسيساعد على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر ونيجيريا والنيجر. كما أنه سيوفر فرصة لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وهو سوق مهم للغاية.
وفي ظل الأزمة السياسية في النيجر، تسعى الجزائر إلى ضمان استمرار المشروع. وقد اقترحت تمويل المشروع في شقه القائم على أراضي دولة النيجر، مع استفادة نيامي من حقها من الغاز المتدفق عبر ترابها. كما تراهن الجزائر على تقاربها مع مختلف أطراف الأزمة في النيجر، وطرحها لمباردة الوساطة، لإخراج النيجر من أزمتها السياسية، لإعادة بعث الملف من جديد.
من المرجح أن تستمر الجهود الجزائرية لإعادة إحياء مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء. فهذا المشروع مهم للغاية بالنسبة للجزائر، وسوف تبذل كل ما في وسعها لجعله حقيقة واقعة.
إلا أن دخول النيجر في دوامة الانقلابات مجدداً في 26 يوليو المنصرم، دفع بمشروع “أنبوب الغاز العابر للصحراء” إلى خلفية المشهد رغم أهميته لنيامي والجزائر وأبوجا التي تضغط بالتلويح بالأنبوب الأطلسي المار عبر عدة دول أفريقية وصولاً إلى المغرب.
وتأتي هذه المساعي النيجيرية في وقت قالت فيه الحكومة الفيدرالية النيجيرية، إنه من المتوقع أن يبدأ بناء مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب في سنة 2024.
وجاء الإعلان خلال استقبال وزير الدولة للموارد البترولية النيجيري بأبوجا، وفدا مغربيا يقوده سفير المملكة في نيجيريا موحا أوعلي تاغما.
وقال موقع “thewillnews” النجيري، إن الجانبين أجريا مناقشات ثنائية حول التعاون والالتزام نحو استكمال مشروع خط الأنابيب عبر المحيط الأطلسي وكذلك تطوير مصنع الأسمدة في نيجيريا.
و ذكر الوزير أنه في الوقت الحالي، وتحدث العالم عن تغير المناخ والغاز الطبيعي هو السبيل الأكيد لتحقيق انبعاثات منخفضة الكربون، لذا يتعين علينا أن نكون جادين بشأن استخدام الغاز لتحقيق الرخاء”.