بدأ الهدوء يعود إلى العلاقات الجزائر ومالي منذ نهاية دجنبر 2023. وأكدت عدة مصادر متطابقة عودة السفير الجزائري إلى باماكو في 5 يناير. ومن المقرر أن يعود سفير مالي إلى الجزائر مطلع الأسبوع الجاري، حسب ما أفادته نفس المصادر. ويأتي هذا الهدوء في وقت أجرت فيه دولة قطر اتصالات مع السلطات المالية لاقتراح تعزيز العلاقات الثنائية وإقامة مشاريع استثمارية لصالح التنمية المحلية في مالي.
وبحسب مصادر دبلوماسية جزائرية، فإن التدخل القطري لعب دورا إيجابيا في تحسين العلاقات بين الجزائر وباماكو.
ووفق موقع مغرب أنتلجنس الذي أورد الخبر، فقد حاولت قطر، المتحالفة مع الجزائر في عدة قضايا جيوسياسية، اتباع نهج جذاب تجاه قادة السلطة الانتقالية المالية لخفض التوتر وتقليص فجوة عدم التفاهم التي تفصل بين النظام الجزائري والسلطات المالية.
ووفقا لمصادر الموقع المذكور، لا تستطيع قطر أن تشاهد بأذرع مطوية انهيار النفوذ الجزائري في منطقة الساحل لأن ذلك يفيد بشكل كبير دولة الإمارات العربية المتحدة، المنافس الجيوسياسي الرئيسي لقطر الذي يتزايد نفوذه بشكل متزايد في القارة الأفريقية. وبالنسبة للدوحة، يجب أن تظل الجزائر هذا الحاجز الذي يمكن أن يبطئ اختراق جماعات الضغط الإماراتية في القارة الأفريقية. ولهذا السبب تدخلت قطر بسرعة لمحاولة جلب القادة الماليين و العمل من أجل مصالحة سريعة مع الجزائر.
ويبدو أن هذه العملية، كما تؤكد مصادر مغرب أنتلجنس، قد شهدت تطورا كبيرا مع الزيارة التي قام بها إلى قطر في 7 يناير 2024 وزير الخارجية والتعاون الدولي المالي عبد الله ديوب، حيث استقبله عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وسط ضجة كبيرة، وقضى رئيس الدبلوماسية المالية وقتا طويلا مع محاوريه القطريين بشأن التوترات التي هزت منطقة الساحل بأكملها منذ نهاية عام 2023.