المحرر الرباط
لا يختلف اثنان حول خطورة الوضع القائم الذي بات سائدا داخل بلادنا في ظل مجموعة من الاختلالات و التجاوزات التي يرتكبها اشخاص يروجون لفكرة قربهم من دوائر القرار، بل و من بينهم من يدعي أن شخصيات كبيرة في الدولة تجمعه بها قرابات عائلية.
هؤلاء الاشخاص، و بعد هامش الحرية الذي منح لهم على مدى سنوات، باتوا يتصرفون من تلقاء انفسهم، معتقدين انهم الدولة و الدولة هم، و حتى طريقة كلامهم و نبرة صوتهم، تغيرت و اصبحت توحي بانهم يتحكمون فعلا في صناعة القرار، و يهددون الناس بسورة المسد كأن بلادنا تعيش الجاهلية ولا من يحكمها و يسهر على امن مواطنيها.
هامش الحرية الذي مُنح لهؤلاء الاشخاص، جعلهم يتمادون في الحماقات، ما تسبب لبلادنا في مشاكل لا تعد ولا تحصى، خصوصا بعدما تم اقحام الدولة من طرفهم، و باتوا يعملون على تصفية حساباتهم الضيقة، و الاستيلاء على مشاريع ذرت عليهم الملايير .
و بعدما انتهى هؤلاء من استنزاف خزينة الدولة تحت ذريعة القضية الاولى للمملكة، حملوا عتادهم و شركاتهم و انتقلوا الى العاصمة حيث استغلوا الظرفية التي كانت الدولة فيها تشتغل على المستوى القاري، و تحولوا من مدافعين عن الصحراء الى مدافعين عن القومية الافريقية.
تلون هؤلاء و نفاقهم، على مستوى الصحراء و افريقيا فقط، جعلهم يربحون ملايير الدراهم، من خلال ما يعتقدون انها انتاجات تلفزية لفائدة الدولة، بينما في الحقيقة هي مجرد سم تم دسه في العسل و قدم لبلادنا حتى يتمكن من طبخه من الاستيلاء على كل تلك الاموال.
مثال بسيط على ما سبق ذكره، هو عمل انتجه احد الاشخاص لفائدة القناة الاولى عبر عدة حلقات، بدعوى تنوير الرأي العام باشعاع المملكة على المستوى القاري، و بمقابل مادي ضخم جدا، لم يحقق على قناة الاولى على موقع يوتوب سوى اربعة الاف مشاهدة، و هو الرقم الذي لا يصل الى عدد ساكنة بوزنيقة.
الرعاع، كما يحلو للعديد من النشطاء تسميتهم، تكثلوا مؤخرا تحت سقف ماخور اعلامي، و دخلوا في مرحلة جديدة من معاهدتهم للشيطان، و بعدما اقنعوا العباد انهم مقربون من جهات عليا “كذبا بطبيعة الحال”، وقعوا على انطلاق مسيرة من الابتزاز و الحقارة، تغير فيها السائق السابق لكوكبة الفاشلين الذي تقاعد و قرر ان يمضي ما تبقى من عمره داخل الحانات و ترك مكانه لتافه عاقبه الله في عموده الفقري، بعدما اصابه بمرض خبيث يجعله عاجزا حتى عن قيادة سيارة لبضع كيلومترات….
السائق الذي فشل و هو يدبر مؤسسة اعلامية بميزانية ضخمة، فتم اعفاؤه بعدما تقمص شخصية ممثل القصر، ثم فشل في مناسبة لاحقة اعطيت له فيها فرصة الوصول الى منصب في وزارة الداخلية، فتم طرده منه شر طرد، ليفشل مرة اخرى في دعوى قضائية رفعها خارج ارض الوطن، يوهم الناس ان شخصيات سامية تحميه و تقدم له الدعم بينما يتكالب على المملكة و يبيع لها الوهم.
ما الذي حققه هؤلاء لبلادنا في معظم القضايا التي انخرطوا فيها و ادعوا انهم يدافعون عنها؟ بطبيعة الحال الكثير من الانجازات التي لا تعد ولا تحصى، و فقط يكفي العودة الى مستواهم المعيشي قبل سنوات و مقارنته بممتلكاتهم اليوم، و اين كانوا يسكنون عند قدومهم الى مدينة الرباط و اين يسكنون اليوم بعدما تكالبوا على الدولة، لاجل تعداد كل تلك الانجازات التي حققوها من المال العام ولازالوا كذلك.