المحرر الرباط
لا ندري ان كانت دعوة النقابة الوطنية للصحافة المغربية أعضاءها للمشاركة في لقاء تضامني مع الصحافيين الفلسطينيين شهداء غزة، نابع عن قناعات و مبادئ، أم مجرد عروض بهلوانية الهدف منها لا يعلمه سوى قياداتها الباحثة عن تبرير المصاريف و ميزانية ضخمة لا نسمع قط بتدقيق في تفاصيلها.
اول ما يجب ان يعلمه الرأي العام، هو أن السيد رئيس النقابة التي تنظم اللقاء، ينتمي لمؤسسة اعلامية مملوكة لرجل نشر قبل مدة قصيرة مقالا تحت “كلنا اسرائيليون”، و يعمل الى جانب صحافيين لا يخفون دعمهم للكيان الصهيوني، في اطار ما يخوله لهم الدستور من حق في التعبير عن الرأي.
السيد الرئيس، الذي تعتزم نقابته تنظيم لقاء للتضامن مع الشهداء من الصحافيين الفلسطينيين، هو نفسه الذي يصرف راتبه الشهري من مؤسسة يمتلكها سي احمد الشرعي، الذي اثار جدلا واسعا داخل الرأي العام المغربي، بتضامنه مع الدولة الاسرائيلية مباشرة عقب الهجوم الذي شنته حماس على احدى قواعدها العسكرية، فكتب بكل جرأة “كلنا اسرائيليون”.
و إذا كانت النقابة تهتم فعلا بالصحافيين و تخشى على حياتهم و وضعيتهم، نتساءل عن الاسباب التي حالت دون تنظيمها لندوات، على الاقل لاجل التعبير عن رأيها فيما يتعلق بالمجازر التي ارتكبتها لجنة مؤقتة في حق الصحافيين المغاربة، و ما ترتكبه احدى السبدات التي تقدم نفسها كقيادية داخلها في حق زملائها المغاربة من جرائم بات الجميع يعلمها.
لماذا سكتت النقابة عن تشريد عشرات الصحافيين المغاربة، من طرف لجنة لا تمثل سوى رئيس الحكومة الذي عيّنها، و لم تنبس ببنت شفة و هي تتابع انتهاك القوانين و الاعراف، و تتفرج على تشريد الصحافيين المغاربة و في المقابل ستنظم ندوة لاحديث عن الصحافيين الفلسطينيين، الذين استشهدوا برصاص العدوان الاسرائيلي؟
أين هو المنطق في أن يقوم شخص، يصرف راتبه من مؤسسة يصفها الكثيرون بصوت اسرائيل في المغرب، بتنظيم لقاء تضامني مع صحافيين استشهدوا بالرصاص الاسرائيلي؟ بطبيعة الحال لا تفسير لهاته النازلة، التي نعتبرها جد طبيعية لانه بالنسبة لنا، لازال عبد الله البقالي هو السائد و الحاكم داخل النقابة، و لن نستغرب اذا ما عاد لقيادتها في يوم من الايام.
النقابة الوطنية للصحافة المغربية، باتت جسدا بلا روح منذ ان قرر عبد الله البقالي مغادرتها، على امل ان يخلف يونس مجاهد على رأس المجلس الوطني للصحافة، عكس ما يتم ترويجه بخصوص الانقلاب عليه من طرف تلاميذه داخلها، إذ ان الحقيقة هي ان البقالي هو الذي قرر النزول من على صهوة حصان النقابة، كي يشتغل على رئاسة المجلس خلفا لشريكه التاريخي سي يونس.
و على ما يبدو، فان عبد الله البقالي، قد غادر قيادة النقابة، و اخد في محفظته جميع الملفات النقابية، و حتى دفاع النقابة عن وضعية الصحافيين و تسجيلهم في صندوق الضمان الاجتماعي، لم يعد من اهدافها، بل و نستغرب كيف ان سي البقالي قد ترك للاستاذ اخشيشن صلاحية التضامن مع الصحافيين و لم يأخدها معه الى المجلس.
نعم ايها السادة و السيدات، فقطاع الصحافة في بلادنا، قد يكون القطاع الوحيد الذي لا يخضع للمنطق اطلاقا، فتجد نقابية تدفع بالصحافيين الى نار جهنم، و مؤسسة تابعة للحكومة تدافع عن اداء واجبات الصندوق الوطني للضمان الأجتماعي لفائدة الصحافيين، بل و قد تمنح البطاقة لسيدة مازالت رائحتها رائجة بحانات آسيا، و يحرم منها صحافي ممارس للمهنة منذ سنوات.
النقابة الوطنية للصحافة في بلادنا، هي التنظيم النقابي الوحيد في العالم، الذي لا يتحدث عن الاحتقان الذي يعيشه القطاع بسبب لجنة يونس مجاهد، و في نفس الوقت ينظم ندوات تضامنية مع صحافيين فلسطينيين…. أقينموا الصلاة، جنازة قطاع.