المحرر مراسلة
لم أكن أعلم و لم يخطر في بالي يوما، أنني ساتوجه الى مخفر للشرطة لقضاء غرض اداري، و سيتم استقبالي بلطافة تفتقدها اغلب الادارات العمومية في مدينة سلا، و لا أخفي انني أصبت بالدهشة و أنا أعامل من طرف رجال الشرطة بكل أدب و لباقة، بينما كان يخالجني سؤال واحد هو : “كيف استطاع الحموشي و من معه تخليق المرفق الامني لهذه الدرجة و في هاته المدة القياسية”.
هناك في الطابق الاول من بناية المنطقة الامنية لعيايدة، استقبلني مجموعة من رجال الامن بابتسامة عريضة، و أمضيت فترة ما كنت سأصدق ما يقع هناك لولا انني عشت تلك اللحظات، لقد كنت حتى صبيحة هذا البوم، أخشى حتى من المرور من أمام “الكوميسارية”، لكن بضعة ساعات غيرت نظرتي الى مقرات الشرطة بشكل كامل،.
لا يمكن الجزم أن هناك ادارة تحوي موظفين صالحين دون استثناء، لان الماس معادن، و اكل طريقته في معاملة الاخرين، لكنني أشهد الله أنني وجدت في هذا المبنى، رجالا من خيرة شباب هذا الوطن، اهتموا بي و قاموا بواجبهم اتجاهي و أكثر، و بل في كل لحظة يأتي احدهم نحوي فيقول : “سمح لينا أ أستاذ عطلناك”.
رئيس المصلحة، أثبت لي بتعامله، أن الحموشي قد انتهى من تخليق المرفق الامني، و ضباط شباب تأكدت من انهم خير خلف لخير سلف، و ثمرة للقطع مع المحاباة في اجراء امتحانات الشرطة، شباب مثقفون بأخلاق عالية، مطلعون على جميع المستجدات و يتمتعون بثقافة عامة موسعة، تجعل المواطن فخور بهم.
امضيت وقتا ممتعا داخل مخفر للشرطة، فعاينت كيف يعمل رجال محمد الدخيسي، كخلية نحل و بكل نكران للذات، و حتى مزاحهم مع بعضهم البعض لا يُسمع فيع سوى الكلام الطيب، و هو الشيء الذي ادهشني لان ما كنت اعلمه عن مخافر الشرطة قبل الحموشي عكس ما عشته اليوم تماما، و الاختلاف بين الامس و اليوم، واضح وضوح الشمس في سماء صافية.
لقد كان لي شرف زيارة مقر المنطقة الامنية لعيايدة، و اطلعت خلال هاته الزيارة على اشياء اعترف انني كنت اجهلها، و هي مناسبة لأحيي رئيس هذا المرفق على حسن التدبير، و لاشكر عبد اللطيف حموشي و من يعملون خلفه داخل المديرية العامة للأمن الوطني، على هذا الانجاز الذي سيذكره لهم التاريخ مع مرور العصور.