استئناف العلاقات مع اسرائيل يرخي بظلاله على قطاع غزة

شارك هذا المقال

المحرر الرباط

 

كثبر من الماس عبروا عن دهشتهم من قرار بلادنا، استئناف العلاقات مع اسرائيل، تحت رعاية امريكية، و لان الكثير منّا قد لا يفهمون ما يقع داخل كواليس صناعة القرار، فقد اطلق العديدون لالسنتهم العنان، و انجروا وراء شعارات تفلح في اطلاقها جهات تسعى الى التغطية على فشلها و انتكاساتها اسياسية و الديبلوماسية.

 

هل يعلم من كانوا يعارضون استئناف العلاقات مع اسرائيل، أن ما وقع عليه المغرب من اتفاقيات، قد ساهم بشكل مباشر في فتح طريق بري نحو اخواننا في غزة، و ان  بلادنا قد تمكنت بشكل حصري من اخد موافقة الاسرائيليين على ايصال المساعدات دون أن تعترضهم طائرات افيخاي ادرعي؟

 

قرار المغرب الذي اكتسى الشجاعة في توقيف حساس، و تحمل من اتخده مسؤولية ما سيقع في المستقبل،  قد اضفى الكثير من المصداقية على تدخلات حلالة الملك لدى المنتظم الدولي لاجل اقناع الاسرائيليين بالسماح للمساعدات المغربية الوصول الى غزة، و باتت جميع دول العالم متأكدة، بأن المغرب يسعى الى الحل، و ليس الى تعقيد الامور و المتاجرة في الحرب.

لقد باتت بلادنا منذ سنوات، مرجعا دوليا للسلام، بفضل ديبلوماسية جلالة الملك، و حنكة اجهزتها الاستخباراتية، حيث كانت الانطلاقة من افريقيا، عندما تمكن جلالة الملك من قلب موازين القوى التي تشكل في كنف غياب المغرب عن الاتحاد الافريقي، و هاهي اليوم تحقق السلام شرقا، عبر ما يبذله محمد السادس من مجهودات لحلحلة القضية الفلسطينية.

و بين يرسل المغرب عشرات الاطنان الى غزة، نتساءل عن النتائج التي خققها من يعارضون التطبيع، على ارض الواقع، غير الشعارات و الخطابات السياسية التي تسعى الى تأجيج الاوضاع، قصد استعمال قضية المسلمين الاولى، في الهاء الشعوب و دغدغة العواطف لاطول مدة ممكنة، فيما ان اموال الشعب  تصرف على افراد شعب ينتمون لدولة اخرى، و يقتسمون لقمة العيش مع الجزائريين.

اليوم، اصبحت الجزائر، شبيهة بالعجوز التي تجلس على كرسي متحرك، ولا تقوى سوى على الصراخ بلا فائدة، فلا هي استطاعت ان تخوض حربا على الاسرائليين، ولا حافظت على مصداقيتها كدولة تسعى الى السلام بين الدول، و منذ وعد بلفور، و الجزائر تعيد ترديد نفس الشعارات، بينما تزيد اسرائيل قوة و شراسة.

فرق كبير بين الرزانة في اتخاد القرارات، و التفكير قبل الانتقال للفعل، وبين من يطلق الكلام يمينا و شمالا دون فائدة، و عندما يكون رئيس الدولة هو نفسه رئيس لجنة القدس، و هذا في حد ذاته مفخرة لكل مغربي، يعتز ببلاده و بملكه و بمؤسسات ارض الشرفاء الذين لم يسجل التاريخ قط أنهم تخلوا  على اخوانهم الفلسطينيين

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد