تحت عنوان الحموشي يعيد الجيش الإسباني إلى ثكناته، تناولت صحيفة الصباح في عددها الصادر اليوم الجمعة الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية من أجل إيقاف المحرضين على “الهجرة الجماعية” في ال15 من الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة إن تدخل المديرية العامة للأمن الوطني، بإيقاف 60 شخصا، من الداعين إلى حملة كبرى لاقتحام المعابر الحدودية مع مليلية و سبتة المحتلتين بالقوة، عجل بعودة وحدات للجيش الإسباني إلى ثكناتها، بعد إعلانها، الثلاثاء الماضي، حالة استنفار في صفوفها، لمنع المتسللين إلى المدينتين.
وقال مصدر في بني أنصار بإقليم الناظور، المتاخمة لمعبر باب مليلية، إن الجيش الإسباني أعلن، في الأيام الأخيرة، حالة استنفار في صفوف أفراده، إذ وصلت إلى المدينة المحتلة، تعزيزات من الشرطة العسكرية الإسبانية، ووحدات من قوات مكافحة الشغب، إضافة إلى مدرعات وسيارات عسكرية التي رابضت على طول السياج الحدودي، ناهيك عن مصالح الحرس الإسباني وقوات بحرية، منذ انتشار فيديوهات وتدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن تنظيم حملة كبرى لاقتحام مليلية المحتلة.
كما شهد إقليم الناظور بدوره، استنفارا أمنيا ملحوظا، إذ شددت أجهزة أمنية والسلطات العمومية الإجراءات على العديد من النقاط البحرية والبرية، لمنع أي محاولات جماعية للهجرة غير الشرعية، بما في ذلك الأمن والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، كما تم نشر العشرات من العناصر الأمنية في المناطق الحدودية والبحرية القريبة من مليلية المحتلة، خاصة بالطرق المؤدية إلى بني أنصار.
وعاين مصدر “الصباح” تشديد الحراسة على السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية المحتلة، خصوصا عند بوابات “باب مليلية” وفرخانة و”الحي الصيني”، كما شملت تلك التدابير رفع حالة التأهب الأمني ومراقبة الحدود البحرية بشكل مكثف، وتعزيز الدوريات البحرية وتكثيف نقاط التفتيش على قوارب الصيد والمراكب الترفيهية، لمنع استغلالها في عمليات الهجرة غير الشرعية.
وأوضح المصدر نفسه أن المديرية العامة للأمن الوطني باشرت تعقب جميع المحتويات الرقمية، التي تحرض على اقتحام السياج الأمني بين مليلية والناظور من جهة، وسبتة والفنيدق من جهة أخرى، بهدف تحديد هوية المتورطين في التحريض على “الحريك”، قبل أن تعلن إيقاف 60 شخصا، من بينهم عدد من القاصرين.
وتلقى الجيش الإسباني الأنباء عن مجهودات المديرية العامة للأمن الوطني وإيقافها للمحرضين بارتياح كبير، إذ اختفت بعض الوحدات العسكرية، التي استدعيت على عجل إلى الحدود، خاصة أن السلطات الإسبانية أكدت على نجاعة المغرب الأمنية، ما دفعها إلى التقليل من وجودها الأمني على الحدود.
من جهته قال سعيد الشرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، إن دعوات اقتحام المعابر الحدودية مع مليلية المحتلة غير مجدية، خاصة أن السلطات الأمنية المغربية كثفت مراقبتها في المنطقة، كما أن المعابر الحدودية أصبحت أكثر تعقيدا في اجتياز السياج، موضحا أن لا فائدة في اقتحام الحدود بالقوة، لأن السلطات الإسبانية اتخذت قرارا بإعادة المقتحمين إلى بلادهم.