يبدو أن الزيارة التي يقوم بها عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني هذه الأيام إلى الإمارات العربية المتحدة تثير توجس الجزائر.
ويمكن تفسير الهجمات الأخيرة التي شنتها السلطات الجزائرية ضد الإمارات العربية المتحدة والمغرب بالزيارة المهمة التي قام بها المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي إلى أبو ظبي والتقى خلالها كافة كبار المسؤولين في أهم الأجهزة الأمنية الإماراتية.
وتشير تقارير إعلامية أن اللقاء و المباحثات بين عبد اللطيف الحموشي وعلي عبيد الظاهري، رئيس جهاز المخابرات الوطنية في الإمارات العربية المتحدة، هو الذي أثار مخاوف القادة الجزائريين.
وتستنكر السلطات الجزائرية التقارب الذي تصفه أبواق قصر المرادية بـ”المزعج” و”الخطير” بين الأجهزة الأمنية الإماراتية والمغربية. بل إن الجزائر تتهم أبو ظبي بتوفير تمويل لصالح المغرب للتزود ب تقنيات المراقبة والتجسس.
ويدرك القادة الجزائريون أن التمويل الإماراتي الكبير متاح لخدمة المغرب لتطوير أنشطته في دول الساحل.
وترى الجزائر أن اللقاء بين عبد اللطيف الحموشي وعلي عبيد الظاهري ليس وليد الصدفة وليس مجرد لقاء بروتوكولي بسيط للتعاون بين شركاء جيدين.
وتشتبه السلطات الجزائرية في قيام أجهزة المخابرات الإماراتية بشن عمليات مشتركة مع المخابرات المغربية في المخيط أو في الجوار المباشر للجزائر.
وفي الجزائر العاصمة تورد صحيفة مغرب أنتلجنس التي نشرت الخبر، يتحدث العديد من القادة عن “مخططات تخريبية” تعدها “أجهزة مغربية وإماراتية” بهدف بسط نفوذها على مجالات استراتيجية وحساسة لمصلحة الجزائر.
ووفق مغرب أنتلجنس فالترحيب الذي قدمته الإمارات لعبد اللطيف الحموشي اعتبرته الجزائر بمثابة تعميق لتحالف معادي تماما لمصالحها وأمنها القومي.
وزاد المصدر ذاته أن تطور المحور الأمني بين الرباط وأبو ظبي يثير استياء الجزائر إلى حد كبير، بل ويثير قلقها، وقد قرر قادة نظام تبون التعبير بصوت عال عن استيائهم من خلال شن هجمات إعلامية أو دبلوماسية عنيفة للغاية ضد المغرب والإمارات العربية المتحدة.
وهذا ما يفسر، التصعيد الدبلوماسي الأخير الذي شنته الجزائر ضد الرباط وأبو ظبي.