قادت معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، “ديستي”، للأجهزة الأمنية الإسبانية، إلى إيقاف “ذئب منفرد”، تابع لتنظيم “داعش” الإرهابي، دعا إلى عمليات انتحارية في مليلية المحتلة.
وحسب تقارير إعلامية فقد تم ايقاف المتهم في بلدية “أفيليس”، بمنطقة “أستورياس”، بعد نشره رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى تنفيذ ما أسماه “الجهاد” والتحريض على استهداف مليلية المحتلة، إذ أمرت هيأة المحكمة بإيداعه السجن، بتهم تتعلق بالتطرف والتدريب على القيام بعمليات انتحارية وتمجيد الإرهاب.
وبدأ التحقيق بخصوص “الذئب المنفرد” في “أفيليس”، الواقعة شمال إسبانيا، عندما توصلت الأجهزة الأمنية الإسبانية بمعلومات من الأجهزة الأمنية المغربية حول خطورته، بعد رصد دعوات مؤيدة لـ “داعش” عبر الإنترنت، وتم تنفيذ العملية من قبل عناصر من الإدارة العامة للمعلومات الإسبانية ووحدة المعلومات الإقليمية في “أستورياس”، بإشراف من محكمة التحقيق المركزية الخامسة والنيابة العامة في المحكمة الوطنية.
وأثناء التحقيق، تأكدت الشرطة الإسبانية من أن المشتبه فيه تبنى “الفكر الجهادي بشكل كامل، وكان نشطا للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ جمع عددا كبيرا من المتابعين الذين أرسل لهم محتوى مؤيدا للجهاد”.
وعبر المشتبه فيه، في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل علني عن كراهيته لكل ما يتعلق بالغرب ونمط حياته، ودعا بشكل مباشر إلى تنفيذ عمليات إرهابية في مليلية المحتلة، كما استغل الأوضاع الحالية في غزة من أجل استقطاب تابعين له.
وحسب السلطات الإسبانية، فإن المشتبه به كان مدركا للطبيعة غير القانونية لأنشطته، واتخذ تدابير أمنية متنوعة لتجنب رصده من قبل السلطات، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التحقيقات أنه كان يتبنى أفكارا متطرفة تتمحور حول تنفيذ عمليات انتحارية، مما دفع الشرطة إلى اعتقاله، ومداهمة منزلين، حيث صودرت أجهزة إلكترونية يتم تحليلها حاليا.
ولا يتوانى المسؤولون الأمنيون الإسبان في الإقرار بنجاعة المعلومات التي توفرها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “ديستي”، التي تشكل درعا وقائيا ضد التهديدات الإرهابية التي تستهدف القارة الأوربية. وبفضل الجهود المشتركة وتبادل المعلومات، نجحت الأجهزة الأمنية في البلدين في إحباط عدة هجمات إرهابية، وتفكيك خلايا متطرفة كانت تسعى لزعزعة الاستقرار، إذ تؤكد المعلومات التي قدمتها الأجهزة الأمنية المغربية، الدور الحيوي الذي تلعبه في حماية إسبانيا من تهديدات إرهابية خطيرة، آخرها إشارة تقرير إسباني إلى نجاعة التعاون الأمني الوثيق بين المغرب وإسبانيا، الذي مكن سلطات مليلية المحتلة من إيقاف تسعة إرهابيين.