المحرر الرباط
يعيش النظام الجزائري منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبلادنا، على وقع هيستريا غير مسبوقة، تزداد حدة يوما بعد يوم، في اطار سلسلة من التطورات، التي جاءت في مجملها على عكس ما تشتهيه سفن قصر المرادية.
زيارة ماكرون و الخطاب الملكي ثم انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، كلها احداث اصابت الدولة العميقة في الجزائر في مقتل، وجعلت النظام في هذا البلد يفقد صوابه، و يلجأ لوسائل الاعلام كما جرت العادة، لاجل تصريف الازمة و ترويج الخزعبلات.
و يجد النظام الجزائري نفسه، محاصرا وسط واقع يميل بنسبة كبيرة الى الطرح المغربي، خصوصا في ظل تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، في وقت يصرف فيه الجنرالات ملايير الدولارات دعما للطرح الانفصالي.
ملايير البترول الجزائري التي تضخها الجزائر في جيوب من تعتقد انهم داعمون لمخططاتها، تسبب في تفقير الجزائريين، و تعرقل التنمية فوق ارض دفع مليون شخص حياتهم لاجلها، ما يزيد من حجم الضغط داخل المجتمع الذي تشير جميع المعطيات الى انه على وشك الانفجار.
في المقابل، يهرب المغرب على جارته الشرقية بسنوات ضوئية من التنمية، التي استطاع المغاربة تحقيقها و هم يدافعون عن وحدة وطنهم، من خلال جلب الدعم الدولي لقضيتهم الوطنية، في اطار شراكات يتمخض عنها الربح للجميع، و يستفيد منها صندوق الدولة و اقتصادها.
تقدم المغرب و ما استطاع تحقيقه خلال العقدين الأخيرين من ارباح و تنمية و دعم لقضيته الاولى، يقابله خسارة فادحة للجزائر تتمثل في صرفها اضعاف ما صرفه المغرب دون تحقيق اي شيء، و مقابل الحفاظ على بعض الدويلات الداعمة للانفصال في الصحراء، و التي تراجع عددها بعدما سحب البعض اعترافاتهم بالبوليساريو.
خلال العشرين عاما الاخيرة استطاع المغرب تحقيق انجازات عظيمة، و وضع مشاريع اقتصادية ضخمة، و ربط شراكات دولية غير مسبوقة، فيما ظل النظام الجزائري يمارس سياسة الانتقاد و يحاول عرقلة مسيرة قطار انطلق قبل أن يصحو شنقريحة من النوم.
تقدم ملحوظ لم يعد العدميون قادرون على اخفائه او الضرب فيه، يجسد التفوق المغربي على جميع المستويات، و يعكس حكامة النظام في المغرب و مدى استيعابه لمتطلبات المنتظم الدولي، التي لم تعد محصورة في استيراد النفط و الغاز، او تصدير الاسلحة و الشعير.
نجاح المغرب في تطوير منظومته الامنية و الاستخباراتية، ساهم بشكل كبير في توطيد علاقاته مع دول عظمى تبحث عن موطئ قدم آمن لاستثمارات، وتوسيع تعاونها الامني، و هذا الجانب لوحده، جعل المملكة تتفوق على الجزائر بشكل واضح، خصوصا و ان تفوق الامن المغربي على المستوى الدولي، عجل باختفاء نظيره الجزائري من على الخريطة الامنية الدولية.
ان ما صرفه الجزائريون على مخطط عرقلة العلاقات المغربية الفرنسية، كفيل لوحده ببناء دولة جزائرية قوية و مستقلة عن تعليمات الخارج، و الطامة الكبرى بالنسبة للجنرالات، هو ان تلك العلاقات تقوت اكثر، فعاد النظام الجزائري بخفي حنين، بعدما وزع اموال شعبه على المحظوظين ممن يعتبرهم حلفاءه داخل فرنسا.
قصر المرادية خسر كل شيء، حتى ثقة الشعب الجزائري فيه، ولا شك ان تبون و شنقريحة يضربان الاخماس في الاسداس، بعدما انتهى الحلم الذي قامرا على تحقيق باموال شعب يعيش تحت عتبة الفقر، ويرى نفسه قادرا على تحرير فلسطبن، و الواقع يؤكد على انه عاجز عن تحرير نفسه من قيود الجنرالات و احذية الجيش الذي عاث في الارض فسادا.