أوقفت الشرطة الإسبانية الأسبوع الماضي أربعة قاصرين، تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي استهدف كنيسة “سانتا ماريا” في مدينة إلتشي.
وتمت هذه العملية بناء على معطيات وفرتها المصالح الأمنية المغربية والتي شكلت أساسًا للتحرك الإسباني الناجح، الذي جاء قبيل احتفالات رأس السنة، التي عادةً ما تشهد اكتظاظًا كبيرًا في الشوارع وأماكن الترفيه.
ووُلد القاصرون في المغرب ويقيمون بمدينة أليكانتي، حيث جرى توقيفهم في عمليات متفرقة، بما في ذلك اعتقال أحدهم داخل مدرسته الثانوية.
وأظهرت التحقيقات أن كنيسة “سانتا ماريا” لم تكن الهدف الوحيد للمجموعة، إذ تضمنت خططهم مواقع أخرى على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يعكس خطورة التحرك الإرهابي الذي كانت تعتزم المجموعة القيام به. وأمرت المحكمة الوطنية الإسبانية المختصة في قضايا الإرهاب، بإيداع المعتقلين القاصرين في مركز للأحداث بالعاصمة مدريد بناءً على طلب المدعي العام، حيث وُجهت إليهم تهم ارتكاب جرائم إرهابية مع مراعاة صغر سنهم.
يُظهر تورط القاصرين في قضايا الإرهاب تحديًا متزايدًا للسلطات الإسبانية، خاصة وأن الأحكام الصادرة بحق هذه الفئة العمرية غالبًا ما تكون مخففة، مما يثير تساؤلات حول استراتيجيات الوقاية وإعادة التأهيل.
وتأتي هذه العملية في سياق تعاون أمني مثمر بين المغرب وإسبانيا، حيث شهدت الأسابيع الماضية تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” بمنطقة الساحل. الخلية، التي ضمت تسعة أفراد، ثلاثة منهم ينشطون في تطوان والفنيدق، وستة آخرون في مدريد وإبيزا وسبتة المحتلة، تم تفكيكها بعملية مشتركة بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي ومصالح المفوضية العامة للاستعلامات الإسبانية.
وأسفرت عمليات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم عن حجز أسلحة بيضاء ومعدات إلكترونية، تخضع حاليًا للخبرات الرقمية اللازمة. هذه النجاحات المتتالية تعكس الأهمية المتزايدة للتنسيق الأمني الإقليمي والدولي في مواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود.