تحولت حياة سكان بالألفة والحي الحسني بالبيضاء إلى جحيم، بعد أن وجدوا أنفسهم يعانون إزعاجا دائما، مرده كنائس غير مرخصة أقامها مهاجرون نظاميون، وآخرون “حراكة”، يتحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وسط عمارات مأهولة بالسكان وأحياء شعبية، لممارسة طقوس دينية في أجواء حرمت الأسر من طعم النوم والراحة، خاصة فئات كبار السن والمرضى.
وحسب صحيفة “الصباح” التي أوردت الخبر في عددها الصادر اليوم الجمعة، فإن عمارات سكنية ومرائب وأقبية بفرح السلام والأزهر بالألفة وتجزئات صقلية واليقصور وحي النور وتجزئة أومليل بنفوذ الملحقة الإدارية سيدي الخدير بعمالة الحي الحسني بالبيضاء، أضحت مرتعا لانتشار كنائس ومعابد غير مرخصة، يقيم فيها مهاجرون يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء تجمهرات وتجمعات دينية فوضوية دون مراعاة لقيم العيش المشترك الذي يفرض عدم إزعاج الجيران.
وأضافت المصادر ذاتها أن المناطق المعنية أضحت تضم أزيد من 30 فضاء مخصصا للعبادة بشكل عشوائي، إذ استغل المهاجرون، سواء النظاميون أو غير الشرعيين، عدم امتناع ملاك الشقق والمرائب والأقبية “لاكاب” عن تأجير محلاتهم لهذه الفئة طمعا في تحقيق أرباح مالية مهمة، لتوسيع دائرة ممارساتهم غير القانونية، بعد أن تحولت تلك الفضاءات المنتشرة وسط أحياء وعمارات مأهولة بالسكان إلى محج لعشرات الأشخاص يتحدرون من جنسيات مختلفة في العطل الأسبوعية والمناسبات الأخرى.
وأوضح سكان الأحياء المتضررة، أنهم لا يعترضون على حق المهاجرين في ممارسة شعائرهم الدينية في إطار التسامح بين الأديان وقيم التعايش بين الأمم والشعوب التي ينص عليها الدين الإسلامي، إلا أنهم لا يمكن أن يقبلوا تعرضهم للإزعاج والاعتداءات الناتجة عن ممارسات فوضوية تتمثل في استعمال مكبرات الصوت والموسيقى الصاخبة والتجمعات غير المرخصة، التي لا يمكن أن تستوعبها شقق ومرائب وأقبية تحيط بالجيران.
وشدد المنزعجون على أن طقوس المهاجرين المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، يفترض فيها أن تكون وسط كنيسة قانونية، حتى لا تلحق الضرر بالجيران في إطار احترام الآخر كباقي المعابد المرخصة المنتشرة بالبيضاء والمدن الأخرى.
وكشف عدد من المتضررين، أنهم بادروا إلى مراسلة قائد الملحقة الإدارية سيدي الخدير بالحي الحسني بالمنطقة المعنية من أجل التدخل الفوري لوقف هذه التجاوزات التي تمس بالأمن والنظام العامين، دون أن يتم وضع حد لهذا النوع من الممارسات الفوضوية، قبل أن يتقرر الاستنجاد بعامل عمالة مقاطعة الحي الحسني ورئيس المقاطعة ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء، لرفع الضرر المترتب عن تجمعات عشوائية تسبب الضجيج وتحرم السكان من الراحة إلى وقت متأخر من الساعات الأولى من الصباح، في انتظار تحرك السلطات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وفي هذا الإطار، قال مصطفى منضور، عضو مجلس مقاطعة الحي الحسني بالبيضاء، إن المغاربة مع التعايش بين الشعوب واحترام الديانات السماوية الأخرى، مشيرا إلى أن هناك فئات من المهاجرين المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء تمارس شعائرها الدينية في جو يحترم الجيران والقانون بعيدا عن الصخب والفوضى.
وأوضح منضور في تصريح لـ”الصباح”، أن الامتعاض الحاصل جراء واقعة انتشار كنائس ومعابد غير مرخصة وسط عمارات سكنية، مرده الممارسات الفوضوية التي يقوم بها البعض من هؤلاء المهاجرين بالاستعانة بمكبرات الصوت والموسيقى الصاخبة وفي أيام السبت والأحد وفي أوقات غير مناسبة، مشددا على أن السلطات والجهات المختصة عليها التحرك للتعامل بشكل صارم مع هذه التجاوزات التي تتعارض وحقوق الجيران في السكينة.