المحرر الرباط
في خطوة مفاجئة، سعى النظام الجزائري عبر عملائه في الخارج إلى خلق حالة من التوتر بين المغرب والجزائر، مستغلاً شخصية رشيد نكاز، الذي عرف بتورطه في القضايا السياسية المثيرة للجدل. الجزائر استخدمت نكاز كأداة لتنفيذ استراتيجية تهدف إلى استفزاز المغرب ودفعه إلى اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
النظام الجزائري كان يسعى من خلال هذه المناورة إلى إبعاد الأنظار عن قضية الكاتب والناشط الصحفي منصف صنصال، الذي اعتقلته السلطات الجزائرية في خطوة أثارت موجة من الانتقادات الدولية. في محاولة لتحويل الأنظار عن هذا الملف الساخن، قررت الجزائر استخدام نكاز لخلق أزمة جديدة مع المغرب، حيث تم توجيه الأخير إلى بث فيديوهات من مدينة مراكش تتضمن تصريحات تدعو إلى التشكيك في الوحدة الترابية للمملكة.
ما حدث بعد ذلك كان بمثابة محاولة لجر المغرب إلى اتخاذ رد فعل حاد، قد يشمل اعتقال نكاز أو اتخاذ إجراءات قاسية ضده، وهو ما كان سيعزز صورة الجزائر في الإعلام على أنها تواجه هجومًا متزايدًا من جارتها الغربية. لكن السلطات المغربية، التي أظهرت وعيًا وحنكة سياسية، اختارت أن تكون أكثر حكمة.
بدلاً من الوقوع في فخ الاستفزاز الجزائري، قررت السلطات المغربية منح نكاز هامشًا من الحرية وعدم اتخاذ أي إجراء ضده. هذا القرار كان بمثابة ضربة موجهة للمخطط الجزائري، حيث أن المغرب لم يرد على الاستفزاز كما كان متوقعًا، بل أظهر قدرة على تجاهل الأزمات المفتعلة والتركيز على مصالحه الوطنية.
موقف المغرب يظهر مدى الفطنة السياسية في التعامل مع الملفات المعقدة. السلطات المغربية فهمت أن اتخاذ أي خطوة ضد نكاز قد يضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وقد يؤدي إلى تصعيد غير ضروري في وقت حساس. ولذلك، قرر المغرب عدم الانجرار وراء هذه اللعبة المخابراتية الجزائرية.
وفي الوقت نفسه، أثبت المغرب من خلال هذا التصرف قدرته على التميز بين القضايا السياسية التي تستدعي الرد الحازم وبين الملفات التي تحتاج إلى التروي والتفكير العميق قبل اتخاذ أي قرار.
على الرغم من أن المغرب تمكن من تجنب الوقوع في فخ الاستفزاز الجزائري، تبقى العلاقات بين البلدين عرضة للتقلبات والمناورات السياسية. لا يزال ملف الصحراء المغربية يشكل نقطة خلاف رئيسية بين الجارتين، ومن المرجح أن تظل هذه المناورات جزءًا من سياسة الجزائر في محاولاتها المستمرة لتحجيم الدور الإقليمي للمغرب.
بينما يواصل المغرب تعزيز علاقاته الدولية والإقليمية، تظل الجزائر تجد نفسها في موقف صعب، تسعى من خلاله إلى تخفيف الضغط الداخلي وتوجيه الأنظار بعيدًا عن الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بها.