لوفيغارو..ما دام النظام الجزائري الحالي في السلطة، ستظل فرنسا “أفضل أعدائه” في الخارج

شدّدت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، في افتتاحية عددها لليوم الثلاثاء، على أنه يجب عدم تقديم فرنسا تنازلات للجزائر، قائلةً إنه ما دام النظام الجزائري الحالي في السلطة، ستظل فرنسا “أفضل أعدائه” في الخارج.

وتناولت “لوفيغارو” طبيعة العلاقة المتوترة بين باريس والجزائر، مُشدِّدةً على أن أيَّ تنازلات فرنسية للنظام الحاكم في الجزائر ستكون “خطأً استراتيجياً”، طالما ظلّت السلطة بيد القيادة الحالية التي تعتمد – بحسب الصحيفة – على استثمار العداء التاريخي مع فرنسا كأداة لتعزيز شرعيتها الداخلية.

وأوضحت الافتتاحية أن التوتر الدبلوماسي الأخير بين البلدين ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من الصراع، مردُّها إلى حاجة النظام الجزائري الدائمة لخلق “عدو خارجي” لتحويل الأنظار عن التحديات الداخلية، خاصةً مع تصاعُد الانقسامات السياسية وتراجُع الشرعية الشعبية للنخبة الحاكمة. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، على عكس سابقيه، يبدو خاضعاً بشكل شبه كامل لهيمنة المؤسسة العسكرية التي تُسيطر على مفاصل الدولة، رغم الانشقاقات الواسعة في صفوفها.

ولفتت “لوفيغارو” إلى أن انتخابات 2024، التي أُعيد فيها انتخاب تبّون بنسبة امتناع قياسية، لم تكن سوى “مسرحية” لترسيخ هيمنة الجنرالات، بينما تواصل الأجهزة الأمنية قمع أي معارضة، سواء داخل الجزائر أو حتى بين الناشطين في المهجر. كمثال، استحضرت الصحيفة قضية الكاتب “بوعلام صنصال”، المسجون منذ أشهر بسبب آرائه حول الحدود المغربية-الجزائرية، ومحاولة اختطاف الناشط “أمير بوخورص” قرب باريس العام الماضي، ما يُظهر – وفق التحليل – تمدُّد قبضة النظام إلى الخارج.

وفي تعليق لاذع، وصفت الصحيفة المجاملات الدبلوماسية المتبادلة خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر مؤخراً بأنها “مجرد أقنعة”، مُعتبرةً أن الإفراج عن معتقلين رأي أو تقديم تنازلات سياسية سيكون مستحيلاً في ظل سيطرة العسكر. وختمت بالتحذير من أن الاستمرار في سياسة “التهدئة” مع نظام يعتمد على كراهية فرنسا سيكون بمثابة “وقود” لاستمراره، داعيةً باريس إلى عدم الانجرار وراء الأوهام.

أعجبتك هذه المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد