المحرر
في تدخل برلماني يحمل أكثر من دلالة، جدد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، التأكيد على الأهمية المحورية للتعاون الإقليمي في مواجهة الأزمات، مشيداً بالدور الحيوي الذي اضطلع به المغرب في استعادة التيار الكهربائي بسرعة بعد الانقطاع الواسع الذي شهدته عدد من الأقاليم الإسبانية يوم 28 أبريل الماضي.
وقال سانشيز، خلال جلسة البرلمان الإسباني اليوم الأربعاء، إن “محطات الدورة المركبة وروابط الربط الكهربائي مع كل من فرنسا والمغرب، إلى جانب السدود الكهرومائية، ساهمت بشكل مباشر في استعادة الكهرباء خلال اللحظات الأولى من الحادث”. تصريح رسمي وواضح يُبرز، مرة أخرى، متانة البنية التحتية الطاقية بين الرباط ومدريد، ويكرّس المغرب كفاعل إقليمي موثوق في مجال الطاقة.
ويأتي هذا التأكيد من أعلى سلطة تنفيذية في إسبانيا ليضع حداً نهائياً لسلسلة من الادعاءات المغرضة التي روّجتها وسائل إعلام جزائرية، والتي سعت، في خضم الأزمة، إلى نفي أي دور للمغرب في المساهمة في إعادة التيار الكهربائي إلى الجارة الإيبيرية. بل ذهبت بعض المنابر إلى حد اتهام المغرب بـ”الركوب على الحادث” لأغراض دعائية، وهو ما فندته الوقائع على الأرض، واليوم تؤكده الحكومة الإسبانية نفسها.
ولا يُعدّ هذا التعاون الطاقي وليد اللحظة، بل هو ثمرة شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين المغرب وإسبانيا، تجسدت في مشاريع الربط الكهربائي المشترك، والاندماج الفعلي في سوق الكهرباء الأوروبية. وقد برزت أهمية هذه العلاقة أكثر من أي وقت مضى مع تصاعد تحديات الأمن الطاقي عالمياً.
تصريحات سانشيز، وإن كانت تقنية في ظاهرها، تحمل في عمقها رسالة سياسية واضحة: المغرب ليس فقط جاراً وشريكاً اقتصادياً، بل هو طرف موثوق قادر على المساهمة الفعلية في ضمان استقرار المنطقة، بعيداً عن مناورات التضليل الإعلامي ومحاولات التشويش التي اعتاد البعض على ممارستها كلما تعلق الأمر بنجاحات مغربية.
إن هذا الموقف الرسمي الإسباني يؤكد مرة أخرى أن الشراكة الإقليمية الحقيقية تبنى على الوقائع والتعاون، لا على الأكاذيب وصناعة العداوات.