المحرر
في مشهد يعكس عمق الروابط بين الشعوب الإسلامية، شهدت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب موجة واسعة من التضامن الشعبي مع باكستان، عقب إعلان الهند حالة الحرب ضدها في تصعيد خطير أثار قلق المجتمع الدولي.
وتصدر وسم #المغرب_يتضامن_مع_باكستان قائمة الترند على عدة منصات، حيث عبّر آلاف المغاربة عن وقوفهم إلى جانب الشعب الباكستاني، مستحضرين البعد الديني، لكن أيضاً السياسي والتاريخي، الذي يربط المغرب بهذه الدولة الآسيوية، ذات الحضور البارز في قضايا الأمة الإسلامية.
ويُعد هذا التضامن، الذي انطلق بشكل عفوي من مختلف شرائح المجتمع المغربي، امتداداً لتقدير شعبي واسع للمواقف التاريخية التي اتخذتها باكستان تجاه المغرب، خصوصاً خلال فترات النضال من أجل الاستقلال، حين كانت إسلام آباد من بين الدول القليلة التي عبّرت عن دعمها الصريح لحق المملكة في التخلص من الاستعمار، وقدّمت مرافعات مشرفة في المحافل الدولية دفاعاً عن وحدة المغرب الترابية.
كما لم ينس المغاربة مواقف باكستان الثابتة في دعم قضايا الشعوب الإسلامية، سواء تعلق الأمر بفلسطين، أو البوسنة، أو قضايا الأقليات المسلمة في آسيا. هذا الرصيد التضامني المتراكم جعل من باكستان دولة تحظى باحترام خاص في الوجدان المغربي، يتجاوز البعد السياسي إلى بعدها كرمز من رموز الصمود في وجه الضغوط الإقليمية والدولية.
ويرى متابعون أن هذا التفاعل الشعبي المغربي يؤكد مرة أخرى أن التضامن بين الشعوب لا تحدّه الجغرافيا، وأن الذاكرة الجماعية للمغاربة لا تنسى من وقف معهم في المحن، حتى في زمن الاستقطاب والتحالفات المتقلبة.
وفي الوقت الذي يُرتقب فيه صدور مواقف رسمية عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يواصل المغاربة بعفويتهم إرسال رسالة واضحة: “من ساندنا بالأمس، لن نتركه اليوم.”