تزامنا مع الزيارة التاريخية التي كانت ستقود الملك محمد السادس إلى زامبيا، إحدى الدول الأكثر دعما لجبهة البوليساريو الإنفصالية، قرر الرئيس الزامبي إدغار لونغو برمجة زيارة له إلى جنوب إفريقيا المعروفة أيضا بدعمها الكبير للكيان الانفصالي.
وأمام هذا التصرف الاستفزازي قرر الملك محمد السادس إلغاء هذه الزيارة، بعد تصرف غير اللائق الذي قام به الرئيس الزامبي، الذي حزم حقائبه ساعات قبل وصول الملك محمد السادس إلى العاصمة الزامبية لوساكا، للسفر بشكل مفاجئ ودون إعلان مسبق إلى جنوب إفريقيا.
تصرف الرئيس الزامبي “إدغار لونغو”، شكل بدوره مفاجأة لوسائل الإعلام الزامبية، التي عبرت عن استغرابها بهذه الزيارة غير المبرمجة في انشطة الرئيس، و التي لم يعرف سببها ولا الهدف منها في هذا التوقيت بالضبط، قبل أن تحسم الرئاسة الزامبية الجدل وتكشف بأنها زيارة عمل.
وانتظر الكل زيارة الملك محمد السادس لزامبيا، التي كانت ستشكل أهمية خاصة باعتبار طبيعة موقف زامبيا المساند للجبهة الانفصالية، لكن يبدو أن المتربصين وراء الطرح الانفصالي لوحدة المغرب، لا يكادون يتوقفون عن معاكسة مصالح المغرب، والتي شكلت الجولة المكية الافريقية مزعجة بالنسبة إليهم، لاسيما بعد الزيارة الناجحة لنيجيريا، والتي توجت بعقود شراكات كبيرة فاقت كل التوقعات، وأبعدت أبوجا عن دائرة الدول المعادية لوحدة المغرب.
وإن فشلت زيارة زامبيا فلأنها تعطي دروسا للديبلوماسية المغربية، التي يبقى عليها أن تتخذ مزيدا من اليقظة، وسلوك طريق الخطط الاستباقية والديبلوماسية الهجومية، إن هم أرادوا سلوك البلد نحو النصر الديبلوماسي الدولي، في طريق إنهاء ماروطون مشكل الصحراء المغربية.