الاختفاء القسري يحرم عشرات الأمهات من أبنائهن بمصر

المحرر

بعدما أعياهن البحث عن أبنائهن المختفين قسريا منذ الانقلاب العسكري دون جدوى، نظمت عشرات الأمهات مساء الاثنين وقفة احتجاجية على سلم مبنى نقابة الصحفيين بمناسبة يوم الأم، للمطالبة بكشف غموض مصير أبنائهن.

كل يوم تنهض الحاجة بدرية لأداء واجبها في البحث عن ابنها عمر عبد الرحمن الطالب بكلية الهندسة في جامعة الأزهر والمختفي قسرياً منذ ثلاث سنوات.

ونظمت العشرات من أمهات المختفين قسريا بمصر وبعض النشطاء الحقوقيين وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين وسط القاهرة للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن.

طرقت بدرية كل الأبواب الرسمية من رئاسة الجمهورية إلى وزارتي الدفاع والداخلية بحثا عن ابنها دون جدوى، وتصف حالتها للجزيرة نت قائلة إن “الموت أهون ألف مرة، فهو يقع مرة واحدة وبعدها يرتاح الإنسان، أما حالتي وحالات مثيلاتي من الأمهات فهو موت متجدد كل صباح”.

وينقبض قلب الأم عندما يراودها هاجس مخيف بأن ابنها قد يكون مدفوناً حياً في زنزانة سرية تحت الأرض، فهو المكان الوحيد المحتمل لأن يكون فيه بعد أن ذهبت إلى كل مكان محتمل.

وطافت أم عمر على كل الأقسام والسجون وعرفت -قدَراً- من شباب كانوا محتجزين، أن ابنها ربما كان واحداً ممن التقوهم داخل أحد مباني جهاز الأمن الوطني، وسألت حيث كانوا فلم تصل إلى شيء، وحتى البلاغات للنائب العام لم تأت بجديد.

وخلال رحلة البحث الطويلة اكتشفت وجود عشرات الشباب المنسيين في وسائل الإعلام والتي تعبت أمهاتهم في البحث عنهم دون جدوى.

واقع مؤلم
“اختفاء الابن وغموض مصيره أقسى على قلب الأم من مقتله أو اعتقاله”.. هكذا بدأ الناشط الحقوقي أحمد أبو زيد حديثه للجزيرة نت.

وأضاف أبو زيد “لذلك حملت هتافات عشرات من أمهات المختفين قسرياً مرارة الفقد الغامض، وهن يهتفن على سلم نقابة الصحفيين لمطالبة السلطات بمحاكمة أبنائهن وسجنهم لو كانوا مذنبين، أو إطلاق سراحهم لو كانوا أبرياء”.

وتابع “غير أن رد السلطات جاء صبيحة يوم الوقفة بحرق منازل أبناء إحدى الأمهات المعتقلات وهي مريم ترك من قرية البصارطة بدمياط، ولولا أن جدة الأطفال كانت قد اصطحبت أحفادها لاحترقوا بداخل البيت”.

من جانبه اعتبر الحقوقي إبراهيم متولي هذه الوقفة بمثابة هدية لأمهات المختفين في يوم الأم، مضيفاً أن هذه الهدية غير منقطعة وستتواصل عبر فعاليات عديدة حتى يعودوا.

ووجه متولي في حديث للجزيرة نت سؤالا إلى المسؤولين، مفاده: هل تنتظر الحكومة من المواطنين احترام القانون الذي لا تطبقه الدولة؟

رقم صعب
أما اعتماد زغلول المتحدثة باسم حملة “البنات لازم تخرج” ووالدة إحدى المعتقلات من بنات دمياط، فوجهت التحية لأم الشاب الإيطالي جوليو ريجيني الذي اختفى قسرياً لأيام قبل ظهور جثته مقتولا جراء التعذيب.

واعتبرت أن المرأة هي الرقم الصعب في ثورات الربيع العربي، وستظل ثابتة حتى تتحقق أهداف الثورات في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للشعوب العربية.

ووفق منسقة “التحالف الثوري لنساء مصر” منال خضر، فإن مشاركة التحالف في هذه الوقفة جاءت بهدف تكريم رموز الثورة المصرية من الأمهات اللائي يمثلن أكثر من ربع مليون امرأة تسعى وراء معتقل أو مختفٍ قسريا.

وتابعت منال في حديث للجزيرة نت أنه “منذ الانقلاب العسكري عام 2013 حتى اليوم، سقطت أكثر من مئة شهيدة جُلّهن أمهات، وهناك أكثر من ألفي أم معتقلة”.

(المصدر : الجزيرة)

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد