البيضاء.. الأمن يحبط صفقة بيع تحفة نادرة مهربة من مصر بأربعة ملايير

المحرر

أحبطت مصالح الأمن بسيدي البرنوصي بالبيضاء، صفقة بيع تمثال مصري يعود تاريخه إلى أربعة آلاف وخمسمائة سنة، بقيمة أربعة ملايير، بعد مداهمة شقة بسيدي مومن، واعتقال أفراد عصابة يتزعمها دركي متقاعد و«فقهاء» يمتهنون استخراج الكنوز.

وكشفت مصادر «الصباح» أن التحفة النادرة تم تهريبها من مصر أثناء اندلاع ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام مبارك، ليتم تنقيلها إلى العراق، قبل أن تعبر إلى إيطاليا، لتصل إلى المغرب من أجل عرضها للبيع. ويعود التمثال إلى عهد الأسرة الخامسة التي استمرت في الدولة الفرعونية إلى 2300 قبل الميلاد، وهو مصنوع من حجر الصفوان الذي يعد من أوائل المواد التي استعملها المصريون القدامى في بناء الأهرامات والتماثيل، ويعكس براعة من صنعه على عهد رمسيس الثاني أشهر فراعنة العصر الذهبي لمصر القديمة.

وأضافت المصادر ذاتها أن القطعة الأثرية عرضها أفراد العصابة للبيع لأجنبي متخصص في جمع التحف بقيمة أربعة ملايير، إلا أن الصفقة فشلت بعدما اختلفوا حول النسبة المائوية لأرباح الوسيط، الذي اشترط الحصول على نصف المبلغ.

وحسب مصادر «الصباح»، فإن العصابة الإجرامية تم تفكيكها بعدما نصبت المصالح الأمنية لسيدي البرنوصي لأفرادها كمينا، يتمثل في تقمص عناصرها دور وكيل أعمال المشتري وخبير متخصص في الآثار، ليتم اعتقالهم متلبسين في إحدى الشقق السكنية بسيدي مومن بالبيضاء.

وتعود تفاصيل القضية، حينما توصلت المصالح الأمنية بسيدي البرنوصي، بمعلومة تفيد وجود عصابة إجرامية تحوز تمثالا تبلغ قيمته أربعة ملايير، وهو ما جعل رجال الأمن يفكرون في خطة للإيقاع بأفراد العصابة.

وخلال عملية الاتصال مع أفراد العصابة، تشبثوا بفكرة بيع التمثال بأربعة ملايير، رغم فشل صفقتهم الأولى مع الأجنبي، وبعد مفاوضات وهمية معهم، تم إقناعهم بتخفيض الثمن إلى مليارين، ليتم تحديد موعد للقاء لمعاينة التحفة إن كانت فعلا أصلية وشرائها مباشرة منهم.

ولضمان نجاح عملية الإيقاف، نصبت المصالح الأمنية كمينا يتمثل في تقمص رجلي أمن دور وكيل أعمال رجل أعمال مصري وخبير في الآثار لمعاينة التمثال، وهي الحيلة التي انطلت على أفراد العصابة الذين وافقوا على اللقاء لإتمام صفقة البيع.

ورغم الاتفاق مع الزبناء الراغبين في شراء التحفة، إلا أن أفراد العصابة غيروا، أكثر من مرة، مكان اللقاء، إذ ظلوا يطلبون من المشتري الانتقال إلى عدة أماكن متفرقة من البيضاء، من أجل التأكد من مدى جديته، قبل أن يستقروا على خيار اللقاء بإحدى الشقق بسيدي مومن.

وبمجرد تحديد مكان اللقاء، توجهت العناصر الأمنية التابعة لمنطقة أمن سيدي البرنوصي إلى العنوان المشار إليه، وظلت في انتظار تلقي إشارة اقتحام المكان، إذ تقدم العنصران الأمنيان اللذان تقمصا دور المشتري ورفيقه الخبير في التحف الأثرية، وبمجرد دخول الشقة بدأ أفراد العصابة في عملية عرض التمثال.

وبعد عملية عرض التحفة على الزبون الافتراضي وإخضاعها لعملية تجربة لإظهار أنها أصلية وغير مزورة، تأكد العنصران الأمنيان أنها التحفة المبحوث عنها، وهو ما جعل منتحل صفة وكيل أعمال الرجل المصري الراغب في الشراء يقوم من مكانه موهما أفراد العصابة بأنه سيربط الاتصال هاتفيا برئيسه لإبلاغه بنتيجة المعاينة، وهو ما صدقه المتورطون قبل أن يفتح الشرطي الباب لإفساح المجال لدخول العناصر الأمنية التي كانت مرابطة خلف باب الشقة.

وبعد اقتحام الشقة، فوجئ أفراد العصابة بالقوات الأمنية التابعة لمنطقة أمن سيدي البرنوصي تحاصرهم وتقتادهم إلى الدائرة الأمنية للتحقيق معهم. وأثناء عملية التفتيش تم حجز التمثال المهرب وسيارة تتضمن أدوات لاستخراج الكنوز وبطائق للفقهاء وطلاسم وكتب خاصة بالسحر، يستعين بها أفراد العصابة في عملياتهم الإجرامية.

وأثناء البحث والتحقيق مع أفراد العصابة، اعترفوا بالمنسوب إليهم، قبل أن تقرر المصالح الأمنية التابعة لمنطقة أمن سيدي البرنوصي إحالتهم على الفرقة الوطنية لتعميق البحث في ما إذا كانت لهم علاقة بالخارج.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد