هكذا رد استاذ من الجبل على سفاهة اسماعيل العلوي

المحرر من طاطا

 

أحد أتباع الحكومة وهو يتحدث في مقابلة تلفزية وصف الاساتذة بالريع والفساد فقررت أن أبين له أنه حقا على صواب:
لك مثال حي واقعي لأستاذ راع للفساد والمفسدين إنه ذلك الأستاذ الذي يقبع في أعالي الجبال دون سكن ولا مأوى،إلا حجرات قسم غطت نوافذه المكسرة، بقطع من الكرطون لا تقيه لا من البرد ولا من الحشرات، يطوي المسافات ذاهبا’ بعدما ودع أهله وكذب عليهم حين طمأنهم عليه قائلا بابتسامة مصطنعة، أن كل شيء عنده متوفر ما عدا تغطية الهاتف حتى لا يتعبهم معه، وحاملا معه الهدايا لتلامذته من لوازم مدرسية وألبسة وحلوى وأدوية وفصمات وبومدات و…لاسعاف تلامذته إذا ما أصيبوا بخدوش أو جروح…. اشتراها من راتبه الهزيل، عله يخفف بعضا مما على كاهلهم المتعب بعبء الحياة. بعدما نستهم أو تناستهم الحكومه والمسؤولون فأصبحوا يلتجؤون إليه في كل شيء، فهو الاستاذ و الطبيب والفقيه والمحامي و….
ركب في شاحنة شاركها مع البقر والماغز وحمار…رفس عليه هذا وركله ذاك
ونزل حينما توقفت الطريق المغبرة ونفض ما علق في ملابسه من التبن وروث البقر ليكمل طريقه في الليل والظلام دامس والكلاب والذئاب تعوي حوله وهو يتحسس الطريق بما تبقى من شحن هاتفه… تتقطع أنفاسه صعودا لقمة جبل أو لنزول منحدر وظلمة الليل تجعله لا يميز بين حجرة ولا صبار… ليصل بعد أن قطع عدة أميال راجلا وقد غمرت جسده الاشواك وتقطع حذائه أو كاد أن يتقطع وتورمت قدماه…. ينهض ليرتشف بعض الماء يتحسس ذلك البرميل الذي اعتاد أن يجمع فيه بعض الماء الذي يجلبه يوم الأحد من عين الماء البعيدة. فيجده فارغا ثم يتنهد تنهيدة حارقة من أعماقه فيها حسرة وغبن، يتمنى فقط بعض الخبز الحرفي وبعض الماء حتى وإن كان راكدا منذ أيام يهدأ به مغص أمعاء فارغة، لكنه لم يجد أراد أن يملأ مذكرته ويحضر لدروسه لكن شحن هاتفه خلص وبقي في الظلام ، بعد أن نسي أن يأتي بالشمع معه من السوق. في حين تذكر كعادته أن يجلب معه دواء الضغط والسكر لامرأة فقيرة من الدوار، وأصلح النظارات الطبية لأحد تلاميذه….
نعم هذا هو الريع حسب هذه الحكومة إنه استاذ يختلس أموال الشعب ويعقد صفقات مشبوهة ويأخذ الرشاوي انه حقا مفسد وفاسد ويجب محاكمته….

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد