المحرر الرباط
أطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، حملة اختارو لها اسم “زيرو كريساج”، ترمي الى مطالبه الادارة العامة للامن الوطني، بمحاربة الجريمة التي اصبحت تأخد ابعادا خطيرة في عدد من المدن المغربية، و خصوصا الدار البيضاء ،سلا ،اكادير ، القنيطرة ، طنجة، الخميسات،القصر الكبير…، هذه الحملة التي لقيت اقبالا كبيرا من طرف رواد الموقع الازرق، و رغم أنها تدخل في اطار المعقول، الا أنها أماطت اللثام عن مجموعة من الاشياء التي لابد من الحديث عنها، و توضيحها للراي العام.
“زيرو كريساج” التي تؤكد عدة مصادر على أنها لقيت تجاوبا من طرف ادارة الامن، كشفت عن ضعف و غياب هيئات المجتمع المدني في عدد من المدن، و التي كان لابد أن تكون سباقة لمثل هذه المبادرات، حيث يتعين على فعاليات المجتمع المدني أخد المبادرة و الدخول على خط مثل هذه الظواهر، و لولا غياب هذه الجمعيات و من يمثلها لما أخد النشطاء على العالم الافتراضي مبادرة التواصل عبر الفايسبوك مع ادارة الامن، ما يعكس هشاشة المجتمع المدني في بلادنا، و غياب ثقافة المجتمع لدى العديد من مكوناته.
من جهة أخرى، و رغم أن أصحاب الحملة الفايسبوكية المذكورة، قد نجحوا في دغدغة مشاعر الادارة العامة للامن الوطني، الا أن ما يتخللها من ظواهر، لا يمكن أن يدخل بتاتا في الصالح العام، و تحديدا ما تقوم به بعض الجهات التي أكثرت من ترويج فيديوهات التقطت بكامرات المراقبة توثق لعمليات اجرامية وقعت قبل وقت طويل، هذه الظاهرة التي تسير بالتوازي مع حملة “زيرو كريساج”، قد تضر بالوطن أكثر مما قد تنفعه، خصوصا على مستوى السياحة التي تعتبر منعشا اقتصاديا مهما بالنسبة لبلادنا، و التي ترتفع الى ذروتها في فصل الصيف حيث تتوافد أعداد كبيرة من السياح الاجاني على المغرب بالاضافة الى مغاربة المهجر.
و ان كان المغرب و تحديدا الحكومة المغربية، تود فعلا محاربة الجريمة، فان العدد الاجمالي لرجال الشرطة الموزعين على جميع القطاعات بالمملكة، يعتبر ضئيلا بالمقارنة مع الكثافة السكانية، ما يجعل الحكومةمظطرة لرفع عدد مناصب الشغل بجهاز الامن، حيث أن ادارة الامن لا يمكن أن تتحمل ما لا طاقة لها به، و الجميع يعلم بأن عدد المجرمين الموزعين على سجون المملكة يضاعف عدد رجال الامن بمختلف رتبهم بشكل كبير، ما يجعل المجتمع المدني و كل مصالب بالامن، مظطرا لتوجيه نداءات موازية الى الحكومة برفع عدد رجال الامن عبر مختلف تراب المملكة.