المحرر الرباط
في اطار موجة السخط التي خلفتها تصريحات عبد الاله بنكيران، خلال اجتماع مع قياديي حزب العدالة و التنمية، حيث قلل من شأن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، و قزم من حقوقها الدستورية، من خلال دعوته للمغاربة المقيمين بأرض المهجر، الى ملازمة بلدان اقامتهم، و الاندماج فيها، خرج اتحاديو اوروبا ببلاغ شديد اللهجة، استنكروا من خلاله ما صدر عن رئيس الحكومة الذي من المفروض أن يكون أول شخص يضمن لمغاربة الخارج حقوقهم، و يسهر على تطبيق التعليمات الملكية فيما يتعلق بتسهيل المساطير أمام هؤلاء، و جعلهم يحسون بدفئ الوطن الام الذي يساعدهم على تحمل الغربة و النوستالجيا.
و اعتبر اتحاديو اوروبا، تصريحات رئيس الحكومة، و الامين العام لحزب العدالة و التنمية، مهاجمة لمغاربة العالم، و دعوتهم بشكل واضح و صريح الى التنكر لوطنهم، من خلال البقاء في بلدان اقامتهم، و عدم المطالبة بحقوقهم كما يضمنها لهم الدستور الذي صوت عليه المغاربة بالاجماع، مشيرين الى أن ذلك يتعارض مع شعارات حزبه، الى درجة السكيزوفرينيا و التعارض المقصود لحزب المصباح و أمينه العام، كما اعتبر هؤلاء، تصريحات رئيس الحكومة، ممارسة للغموض و العبث، السائدين داخل حزبه، “حسب البلاغ”.
رفاق ادريس لشكر خارج أرض الوطن، أكدوا من خلال بلاغهم، على انعدام المسؤولية لدى رئيس الحكومة، و جهله التام للتشكيلة الديموغرافية و الاقتصادية و الاجتماعية لمغاربة المهجر، الشيء الذي لا يليق و المنصب الذي يحتله بنكيران، كوزير اول في بلد عريق و ديموقراطي كالمغرب، معبرين عن امتعاضهم و عن اندهاشهم من تلك التصريحات التي كشفت عن مدى استهتار رئيس الحكومة، بحقوق المغاربة المقيمين بالخارج، في وقت يضحي فيه جلاله الملك بوقته و يبذل مجهودات مضاعفة من أجل خدمتهم و تشجيعهم على ممارسة جميع حقوقهم التي يضمنها لهم القانون فوق أرض يرتبطون بها ارتباطا لا نقاش فيه.
و ندد اتحاديو اوروبا بتصريحات بنكيران، مؤكدين على أن المغرب اليوم، في أمس الحاجة الى رئيس حكومة، في مستوى التجربة التي راكمها على جميع المستويات، و التي لاتزال بعض التصرفات الشاذة لبنكيران، تشكل نقاطا سوداء لابد من ازالتها، علما أن دستور 2011، خول لهذا الاخير صلاحيات لم يسبق و أن منحت لسابقيه، غير أن ازدواجية الخطاب لدى الرجل، و خرجاته الاعلامية المندفعة، و التي تتعارض و التوجيهات الملكية القاضية بالعمل على ادماج مغاربة المهجر في المؤسسات الدستورية، و تقوية روابطهم بأرض الوطن، جعلت المغتربين من المغاربة، يفقدون ثقتهم في حزب المصباح، الذي يمارس التقية في جميع القضايا الحيوية للوطن.
هذا و قد أكد المنندون بتصريحات عبد الاله بنكيران، عن عزمهم التصدي، لكل شخص سولت له نفسه الغاء أزيد من 5 ملايين مغربي من وطنهم، أو التقليل من شأنهم خدمة لمصالحه السياسية و الحزبية الضيقة، خصوصا و أن لمغاربة المهجر أدوار كثيرة تساهم في الرفع من المستوى الاقتصادي للوطن، و تدافع عن القضية الوطنية على اعلى المستويات، و في كثير من الاحيان بمبادرات شخصية، و دون اية مرجعية حزبية.