المحرر الرباط
يسارع عدد من تجار الدين المعروفين بممارستهم للسياسة تحت غطاء الاسلام، الى تبرير الفضيحة التي تفجرت باحدى شواطئ بوزنيقة، حيث ألقى رجال الدرك الملكي، القبض على النائب الاول لرئيس حركة التوحيد و الاصلاح، عمر بن حماد، و فاطمة النجاري، الاستاذة العفيفة الشريفة، و هما بصدد ممارسة الجنس داخل سيارة، تحت ذريعة الزواج العرفي.
حماد لقباج، الرجل الذي ركب على أمواج اغلاق دور للقران بمدينة مراكش، لعدم احترامها للقوانين، و بعدها دخوله في خلافات مع شيخه المغراوي، و على ما يبدو، فانه يبحث له عن غطاء وقائي، يمارس من خلاله الاسترزاق بالدين، كيف لا و هذا الرجل الذي لا يمتلك من المال سوى القليل، يقطن في منزل فخم لا يمكن لأي مواطن بسيط أن يقتني مثله.
و لعل “لاربعية” التي انقطعت عن القباج، بعد تنافره مع المغراوي، جعلته يرمي بصنارته صوب التوحيد و الاصلاح، الجماعة التي تقوت بفضل وصول بنكيران الى الحكومة، لعله يجد فيها ظالته، مع العلم أن هذا الرجل و الكثير من أمثاله، و حسب ما يتم تداوله في أوساط المتتبعين، يتلقون دعما من الخارج، من أجل الاستمرار في نشر منهج ديني مستورد من الخليج، لا يخدم الا بعض الحكام هناك.
تعقيب حماد لقباج على هذه الواقعة، جاء ليدر الرماد في عيون المتتبعين، و ليغطي الشمس بالغربال، في نازلة أكدت عدد من المصادر أنها تضمنت محاولة ارشاء عناصر الدرك بمبلغ 3000 درهم، من طرف السيد الداعية الاسلامي، الذي ظل ينتقذ الرشوة شرعا، و يدعو الى محاربتها عبر محارب الدروس و المواعظ.
كما أن تعقيب الداعية لقباج، لم سوى محاولة لتكريس منهج “الاخوان” الذي يحث على تقديس كل من يرتدي اللحية حتى و ان أخطأ، بينما لو أن الواقعة كان بطلها أحد اليساريين، أو العلمانيين، لخرج القباج بعكس تصريحاته، و لبدأ يذكر متتبعيه بنار جهنم و بالطعام المخصص لأهلها، بينما أصر على اظهار التوبة و المغفرة لأن الامر يتعلق بأحد الاشخاص الذين يسبحون في فلكه، رغم أن الله توعد العلماء بعقاب مضاعف على الخطايا.
و في وقت نلامس فيه اختفاء من يطلق عليهم “الجيش الالكتروني للعدالة و التنمية”، و ملازمة أعضائه لجحورهم، يخرج أصحاب “الصنطيحة” الدينية، واحدا تلو الاخر لتبرير فضيحة صديقهم بطريقة شرعية، ربما لعدم توفر المؤهلات في أشبال بنكيران على الانترنيت للخوض في مثل هذه المواضيع.
على العموم، فان ما وقع لنائب رئيس الدعوة و التوحيد، وقع مع العديد من الصقور في هياكل حزب بنكيران، و ربما يكون الرجل، قد قرر الخروج من قوقعة التزمت بعد عقود من التأسلم، شأنه شأن بنكيران، الذي كان يدعو في وقت من الاوقات الى حرب مع أمريكا، فتحول الى حليف لها بعدما حصل على ما كان يريد.
المعضلة اليوم، ليست القاء القبض على متأسلم يمارس الجنس داخل سيارة، و انما هي قضية كبيرة تتمثل في استغلال الدين من أجل الضحك على ذقون المغاربة، و لبس اللحية بهدف تحقيق مارب سياسية، تتمثل في الوصول الى الحكم و توزيع المناصب على الملتحين، فهل حان الوقت كي تتخد الدولة قرارا يقضي بفصل الدين عن السياسة، حتى لا يخدعنا حماد و بنحماد سياسيا تحت غطاء الدين؟