نددت منظمة غير حكومية، اليوم الخميس بجنيف، بالاستغلال السياسي والعسكري الممنهج الذي يتعرض له الأطفال في مخيمات تندوف (جنوب- غرب الجزائر)، من قبل “البوليساريو”، وذلك في ظل سلبية الموقف الجزائري تجاه هذه الانتهاكات.
وأبرزت منظمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية (PDES)، في بيان قدمته، ضمن أشغال الدورة الـ 52 لمجلس حقوق الإنسان، أن الأطفال يتعرضون للتوظيف في دعاية “البوليساريو”، ويشتركون في التدريبات العسكرية ويستخدمون كدروع بشرية، مشيرة إلى أن جبهة “البوليساريو” تفاخرت مؤخرا في الترويج لعودتها إلى السلاح، بمشاركة الأطفال في العروض العسكرية.
واعتبرت سلوك “البوليساريو” هذا استغلالا سياسيا وعسكريا لآلاف الأطفال داخل مخيمات تندوف، وانتهاكا مباشرا لالتزامات اتفاقية حقوق الطفل، لاسيما المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري للاتفاقية، بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
ولاحظت المنظمة أنه رغم تنصيص القانون الجزائري على حماية حقوق الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة، تظل الجزائر خارج سياق ما يحدث في مخيمات تندوف، حيث تواصل “البوليساريو” حرمان آلاف الأطفال من التعليم وإجبارهم على الانضمام إلى خطوطها المسلحة. واستحضرت شهادات مجموعة من الأمهات تؤكد أن الأطفال محرومون من حقهم في طفولة طبيعية، ويشاركون مبكرا جدا في العمليات العسكرية، مع ما ينجم عن ذلك من مضاعفات جسدية ونفسية.
وأثارت المنظمة غير الحكومية انتباه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال في النزاعات المسلحة، إلى أنه لا يمكن تحديد حالات الانتهاك هاته إلا من خلال آلية الرصد والإبلاغ التي تقودها الأمم المتحدة، مسجلة أن الأطفال في مخيمات تندوف خارج نطاق هذه المراقبة.