المغرب يستعد لطرد جبهة “البوليساريو” من الاتحاد الإفريقي

بعد 32 عاماً على انسحابه قرر المغرب قبل أشهر، سد فراغ مقعده والعودة إلى كنف الاتحاد الإفريقي، قناعة منه في أن هذه الأسرة هي مكانه “الطبيعي”، في خطوة أثنى عليها خبير في شؤون القارة السمراء، واعتبرها “نتاج نقد للذات ومراجعات تاريخية”، وفيها مكاسب للطرفين.

 
مكاسب للمملكة عددها الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية “خالد الشكراوي”، في حوار أجرته معه الأناضول، أبرزها الدفاع عن قضية الصحراء، وتدعيم الاتصال مع المناطق التاريخية لاسيما إفريقيا الغربية والوسطى والفرنكفونية، وإفريقيا ذات الحضور الإسلامي.

 
يضاف إلى ذلك وجود مذكرات تفاهم سياسية، ومذكرات ضمان علاقات اقتصادية، ناهيك عن القطاع الأمني “كون هناك مطلب لتقوية التعاون في هذا المجال، بالإضافة إلى القطاعين الثقافي والديني”. 

 
أما الاستفادة العائدة على الاتحاد من وراء هذه الخطوة، وفق الخبير نفسه، فتتمثل في أن المغرب تجاوز منطق الربح، ويعتمد على الإنتاج، وفي هذا الإطار يعمل على تصدير التجربة والمعرفة والخبرة والتقنية مثل صناعات مختلفة، كالأسمدة، والتقنيات الفلاحية، والأدوية الجنيسة. 

 
وبدأ العاهل المغربي الخميس، جولة إفريقية ثانية استهلها بزيارة إثيوبيا وينطلق منها إلى مدغشقر وكينيا ونيجيريا، وتأتي بعد أسابيع قليلة من أخرى قام بها في الشرق الإفريقي شملت رواندا وتنزانيا.

 
وأعلن الاتحاد الإفريقي مؤخراً أن المغرب طلب رسمياً العودة إليه، بعد مغادرته عام 1984، احتجاجاً على قبول عضوية ما تعرف بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، المعلنة من جانب واحد من جبهة البوليساريو .

 
وخلال قمة الاتحاد الأخيرة التي استضافتها كيغالي في يوليو/تموز الماضي، وجه الملك محمد السادس رسالة إلى القادة الأفارقة، عبّر فيها عن رغبة بلاده في استعادة عضويتها بالاتحاد. 

 
ورأى الخبير المغربي إن الرباط غيّرت منهجية التعامل مع إفريقيا على أساس أن قضية الصحراء لم تعد مانعاً لربط الاتصال مع مجموعة من المناطق.

 
وأوضح أن انفتاح المغرب على إفريقيا ثلاثي الأبعاد، مغربي إفريقي، ويستحضر الجانب الثالث سواء الشريك الأوروبي، أو العربي أو الأسيوي أو الأمريكي.

 
واعتبر الشكراوي أن المغرب تجاوزت منطق الربح في علاقاتها مع القارة، وتعتمد على الإنتاج، وتصدير التجربة والمعرفة والخبرة والتقنية مثل الأمطار الاصطناعية، والأدوية الجنيسة (أدوية مماثلة للأصلية بأقل ثمن) والتقنيات الفلاحية، وصناعة الأسمدة.

 
ودعا الدول الافريقية إلى الاستثمار وعقد شراكات مع الرباط، على اعتبار حاجتها للأسمدة بالنظر إلى كون إفريقيا تعاني من أزمة غذائية على الرغم من أن 60٪ من أراضيها صالحة للزراعة، لكنها غير مستغلة إلى الآن، في حين أن بلاده تمتلك أكبر منتوج للفوسفات في العالم. وبين أيضا أن المغرب بإمكانه إنتاج أسمدة يستطيع بها تمويل المشاريع الزراعية بإفريقيا.

 
وعن مستقبل قضية الصحراء في ظل قرار عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، وصف “الشكراوي” هذا القرار ب” الشجاع والمبني على نقد للذات ومراجعات تاريخية وسياسية لما مضى”.

 
وأبرز الشكراوي أن هناك تفهم من الدول الإفريقية لهذه القضية، حيث لا يتعدى عدد الدول المعترفة بالبوليساريو 16 من بين 54 دولة بالقارة، إذن أغلبية دول القارة لا تعترف بها. 

 
وتابع “العودة إلى الاتحاد أمر مهم للغاية، فليس من السهل على المغرب أن يجلس ربما بالقرب من ممثل البوليساريو، إلا أن أصدقاءه الذين يدافعون عنه يحتاجونه في الاتحاد”.

 
ولفت إلى أنه على الدول الإفريقية أن تعمل على الحفاظ على الدولة الوطنية، والعمل على توحيد المجال الإفريقي في إطار الكونفدرالية أو اتحاديات مثل الاتحاد الأوروبي، لأن الدول الصغيرة لا يمكن أمام تصمد أمام الاتحادات الكبرى . 

 
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد