هل تأكدتم اليوم من ان كل ما قام به الحموشي لصالح عناصر الامن كان في محله؟

المحرر الرباط

 

بعيدا عن الهرطقات الفايسبوكية، و عن العقول المتحجرة التي تئن لزمن ادريس البصري و سنوات الرصاص، ندعوكم الى الوقوف وقفة تامل في العملية التي أنجزها صبيحة اليوم عناصر المكتب المركزي للابحاث القضائية التابع لمديرية المحافظة على التراب الوطني، و تصور حجم الضرر الذي كانت شرذمة شاذة من المنحرفين ستلحقها بهذا الوطن لولا يقظة الاستخبارات، و حسها الاستباقي في محاربة الارهاب و التطرف، حتى تتاكدوا من الدور المهم و المحوري الذي يلعبه رجال الامن في المغرب، و كيف انهم يساهمون بشكل أو باخر في الحفاظ على استقرار جميع القطاعات الحساسة في المغرب بما فيها القطاع الاقتصادي.

 

ماذا لو نجح هؤلاء المرضى النفسيين في تحقيق ماربهم؟ أليس المتضرر الوحيد من كل هذا ايها المغاربة هو وطنكم؟ عملية ارهابية واحدة و وحيدة من مجموع العمليات التي تم احباطها، بامكانها أن تنعكس بشكل سلبي على السياحة و الاقتصاد المغربي، و هو ما سينعكس بدوره على المواطنين المغاربة، الذين سيتضررون حسب العلم و الرياضيات بتضرر اقتصادهم، ناهيك عن المساس بصورة وطنهم على المستوى الدولي، و نحن المغاربة الذين يضرب بنا المثال عبر مختلف بقاع العالم في الامن و السلام و التعايش.

 

و ان كانت المصالح الامنية بمختلف أنواعها، قد نجحت في تادية واجباتها، و تفوقت فيما لم تتفوق فيه كبريات الاستخبارات الدولية، فرفعت رؤوسنا عاليا، قلماذا لا تكافؤ بما تستحقه، و تجازى عن مجهوداتها، من خلال زيادة في الاجور أثيرت حولها ضجة كبيرة فيما انها لم تتحقق بعد، و لماذا لا توافق حكومة المغرب على رفع راتب رجل الامن الذي يحميها باعتبارها مكونا من المجتمع المدني، و يحمي مصالح الدولة بمختلف أنواعها، بالاضافة الى أنه يحافظ على ارواح المواطنين و ممتلكاتهم.

 

ان ما قام به عبد اللطيف حموشي منذ التحاقه بمنصبه الى حدود الساعة، يعتبر ردة فعل عادية، صادرة عن مواطن و انسان، تدرج في سلك الامن، و عاش معاناة موظفيه، و يعي جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، خصوصا و انه قرر توزيع ميزانية على البوليس، لم يكن احد حتى عهد المنزوع بوشعيب أرميل يعرف لها طريقا، أعادت ضخ دماء جديدة في الجهاز، و جعلت رجل الامن يعطي ما في جعبته، و كله ثقة في النفس، كما ان سلسلة من الاجراءات التي اتخدت لصالح الامنيين، ساهمت في تطور الجهاز و جعلته يرقى الى تطلعات المواطنين، و أكثر قربا و انفتاحا على المجتمع.

 

اليوم و نحن نتابع عناصر الامن بزيهم الجديد، تنتابنا احاسيس بأن هذا الجهز يتقدم من حسن الى احسن، و عندما نسمع بان جميع العناصر قد اخدت حقها في الرتب بكل شفافية و وضوح، نتأكد من ان الحموشي قد بدأ فعلا في اعادة هذا الجهاز الى سكته الحقيقية، و جعل المواطن بشكل ذكي، يعيد الاعتبار الى رجل الامن، و يؤمن بمصداقية مخابراته، بعدما كان يخاف لمجرد سماع اسمها، و ها نحن اليوم امام مصالحة تاريخية، يدشنها الحموشي و كوادر مديريتيه، فهل تأكدتم اليوم من ان كل ما قام به هذا الرجل لصالح عناصر الامن كان في محله؟

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد