نحن آسفون

شارك هذا المقال

عادل قرموطي

 

أثارت انتباهي لافتة كتبت عليها عبارة “نحن آسفون”،  رفعها مواطن مغربي، يعبر من خلالها مشاعره لدولتي النرويج و الدانمارك، عقب العمل الارهابي الذي طال سائحتي شمهاروش، و الذي استفز مشاعر ملايين المغاربة.

 

إن ما وقع بالحوز، يدفعنا فعلا الى الاعتذار لكن ليس على اقترفه ارهابيون لا يمثلون الشعب المغربي، ولا علاقة لافكارهم بتقاليده، و انما لأننا كشعب قد اقترفنا اكبر جريمة في حق البشرية، و يجب علينا أن نعترف بذلك دون تردد، و في اطار الوضوح الذي قد يساهم في تصحيح الاخطاء.

 

فأكبر جريمة اقترفها المجتمع المغربي في حق محيطه الاقليمي و الدولي، هو تصويته على حزب العدالة و التنمية، الذي شكل صعوده للحكم، بداية لمنعطف جديد في تاريخ المغرب، تمثل في انتشار الارهاب و خلياه النائمة بشكل كبير، و أصبح تفكيك الشبكات الارهابية فيه، شيئا اعتياديا، لا نستغرب من سماعه بشكل يومي.

 

و قد لا يختلف معي الكثيرون، إذا ما أشرتُ الى أن تولي العدالة و التنمية لتدبير الشأن العام، قد رافقته العديد من المظاهر النشاز التي لم يكن لها وجود بالمجتمع المغربي، و لعل اهمها، يتمثل في بداية ظهور بعض من يُعتقد أنهم مشايخ، و الذين أصبحوا يكفرون في العباد على هواهم و دون أن يجدوا في ذلك أدنى حرج.

 

فاذا كانت هناك اشياء يجب ان نقول للعالم نحن آسفون عليها، فلا يمكن ان تكون الا بسبب مساهمة اصواتنا في استوزار شخص كان حتى الامس القريب يدافع عن الارهابيين، و يستميت في المطالبة باطلاق سراحهم، حتى بات كل شخص بين هؤلاء يعود الى السجن، واحدا ممن كان يدافع عنه الوزير، الذي دافع عن الاجرام على حساب القضاء قبل ايام.

 

أسفنا اليوم يجب أن يقدم للعالم بأسره، و ليس فقط للنرويج و الدنمارك، طالما أننا ساهمنا في وصول اشخاص تقيم كتائبهم الدنيا على الفايسبوك تشييدا بمقتل السفير الروسي بتركيا، بينما لا تعلق على جريمة قتل السائحتين بشمهاروش، و طالما أن الحزب الذي يدبر شؤوننا خرج متأخرا ببلاغ لم يصف فيه قط هذه الجريمة بالعمل الارهابي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد