المحرر الرباط
بعد اربع سنوات من الاختطاف، أخيرا تمكن “يورغ لانج” ذي 63 عاما، من العودة الى أحضان عائلته بألمانيا، و ذلك بعدما وافقت الجماعة التي اختطفته سنة 2018، بين محليتي إناتيس وأيورو، في ولاية تيلابري في النيجر. على اطلاق سراحه.
نادرا ما يتم اطلاق سراح المختطفين في مثل حالة “يورغ لانج”، و خصوصا إذا تعلق الامر بجماعة ارهابية، و هو الشيء الذي حدث بالفعل، بعدما فقدت الدولة الالمانية الامل في استعادة الرجل، و بعدما فشلت جميع محاولاتها لتحريره من مختطفيه.
كيف نجحت المخابرات المغربية في اقناع المختطفين باطلاق سراح “لانج”، الله أعلم، لكن الخبر اليقين هو أن أسود وطننا هم من تفاوضوا مع الجماعة و هم من حصلوا على الموفقة لاستعادته و اعادته الى وطنه سالما غانما.
الوساطة التي قامت بها المخابرات المغربية لاجل ما سبق ذكره، تستحق أن تسجل في تاريخ بلادنا بحبر من ذهب، بل و تعتبر بطولة تنضاف الى سلسلة من البطولات التي تمكنت مخابراتنا فيها من انقاذ ارواح بشرية لا تعد ولا تحصى.
مخابراتنا استطاعت بفضل ما قامت به في قضية “يورغ لانج” أن تلفت انظار الرأي العام الالماني، الذي لازال يتساءل كيف لها أن تنجح فيما فشلت فيه المخابرات الالمانية على مدى اربعة سنوات، و في منطقة لا نفوذ فيها للدول العظمى ولا لغيرها.
هكذا كانت بلادنا منذ زمن طويل، تبادل الاساءة بالاحسان، و تغلب الانسانية على الحسابات السياسية الضيقة، الشيء الذي جعلها ترتقي بين الدول و تنقش العلم الوطني في اراضي الله الواسعة، و ما هذه القضية الا حلقة في سلسلة من الانجازات الامنية المغربية على المستوى الدولي.
نتساءل عن موقف الدولة الالمانية، التي تُجير ارهابيا تطاول على المؤسسة التي انقذت مواطنا المانيا من الارهاب، كما نتمنى أن تكون هذه الواقعة مناسبة كي تعيد هذه الدولة التي نكن لها الاحترام و التقدير، النظر في مجموعة من الامور التي تقود علاقاتها مع بلادنا التي ستظل رهن الاشارة في كل ما هو انساني مع الحلفاء و مع الاعداء.