سلطت صحيفة Maroc hebdo الناطقة باللغة الفرنسية الضوء على مسيرة أحد أهم ركائز الجهاز الأمني المغربي ويتعلق الأمر بالسيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
وقالت الصحيفة في مقال معنون ب:”عبد اللطيف الحموشي، رئيس المديرية العامة للأمن الوطني: الشرطي الخارق المحبوب لدى المغاربة”، إن رأس جهاز الشرطة في المغرب قد مرت عليه العديد من الشخصيات ، لكن لم يتمكن أي أحد منهم من إحداث ثورة في صورة هذه المؤسسة كما فعل، ولا يزال، رئيسها الحالي عبد اللطيف الحموشي” .
وبحسب الصحيفة فالحموشي يجري: “اتصالات مكثفة ودائمة مع الصحافة والرأي العام، رحلات ولقاءات اجتماعات رفيعة المستوى في كبرى الدول عواصم العالم، وقبل كل شيء، عمل مراجعة كاملة لوسائل وأساليب عمل الأجهزة الأمنية في المغرب”.
وسردت الصحيفة بعضا من الأحداث في مسيرة الرجل، وقالت:”ولكن لكي يصبح “الشرطي الخارق” الأكثر روعة والأكثر شعبية في تاريخ البلاد، كان على عبد اللطيف الحموشي أن يتسلق العديد من المراتب”.
وأضافت:”لقد ولد بقرية بني فتحة على بعد كيلومترات قليلة من مدينة تازة سنة 1966، والده فلاح بسيط من جرسيف، أما والدته من أصول جزائرية. قضى عبد اللطيف الحموشي معظم طفولته في فاس حيث تلقى تعليما تقليديا إلى جانب إخوته وأخواته التسعة، ومن بينهم ليلى الحموشي، المدير العام للمصالح العمومية المحلية والمديرة السابقة للتخطيط والتجهيز بوزارة الداخلية”.
وتابعت الصحيفة أن:”الظروف غير المواتية ستتغلغل بعمق في رحلته التي سيشكلها بقوة بيده، بالكثير من الانضباط والتفاني. وبعد حصوله على البكالوريا، اتجه الشاب عبد اللطيف إلى دراسة الحقوق بكلية ظهر المهراز بفاس، المشهورة بكونها ميدان عمل ومواجهة -عنيفة أحيانا- خاصة بين الطلاب الإسلاميين وطلاب اليسار الراديكالي. لكنه يفضل متابعة هذه المشاجرات من بعيد ويركز على حياته المهنية” على حد تعبير الصحيفة.
والتحق عبد اللطيف الحموشي، البالغ من العمر 25 عامًا، بوزارة الداخلية حيث برز أداءه ومهاراته الخاصة بسرعة. ثم تم تجنيده، بعد عامين، من قبل مديرية مراقبة التراب الوطني (DST). وهي حقبة تميزت بصعود الإسلاموية المتطرفة، والتي سيصبح عبد اللطيف الحموشي أحد أفضل الخبراء فيها. وهي مهارة سيعمل على تطويرها تحت إشراف معلمه، حميدو العنيكري، الذي تم تعيينه رئيسًا لـ DST في عام 1999.
وتضيف Maroc hebdo أن هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة شكلت نقطة تحول في مسيرة عبد اللطيف الحموشي المهنية. وبالإضافة إلى صفاته المهنية التي لا مثيل لها، فهو يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، مما يجعله المحاور المثالي للأميركيين المنخرطين أكثر من أي وقت مضى في الحرب ضد الإرهاب. وفي دجنبر 2005، عينه الملك محمد السادس رئيسا للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في سياق هجمات الدار البيضاء في 16 ماي 2003، ليصبح في التاسعة والثلاثين من عمره أصغر رئيس في تاريخ المخابرات المغربية.
فهو يبث ديناميكية جديدة على جميع المستويات في هذه المؤسسة الطويلة المحكمة، مما يجعل المغرب أكبر قوة أمنية في منطقته. ونتيجة لذلك، تم تعيينه في 15 ماي 2015 من قبل جلالة الملك رئيسا للمديرية العامة للأمن الوطني، ليصبح أول من يجمع بين هاتين الوظيفتين الحساستين للغاية. وهنا مرة أخرى، ينجح أسلوب الحموشي في تحقيق العجائب: ففي أقل من عقد من الزمن، عرفت الشرطة المغربية تحولاً جذرياً من حيث الجوهر والشكل.