تحمل الزيارة التي يجريها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، إلى تركيا في الفترة الممتدة ما بين 1 و21 شتنبر الجاري، في طياتها عدة دلالات.
وتؤكد هذه الزيارة كدلالة أولى على الدور المحوري للمغرب في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث بات شريكًا موثوقًا به للعديد من الدول في مواجهة التهديدات المشتركة بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وفي نقطة ثانية، تدرك تركيا حساسية موقعها الجيواستراتيجي، وتسعى للاستفادة من الخبرات الأمنية المغربية العريقة، لا سيما في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه المنطقة.
كما يأتي اهتمام أنقرة بالنموذج الأمني المغربي وبتجربة الأجهزة الأمنية المغربية نظرا للسمعة والاحترام الذي يحظى به هذا الجهاز الأمني على المستوى الإقليمي والدولي تحت قيادة المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي.
كما تؤشر هذه الزيارة التي أتت بدعوة رسمية من السلطات التركية على ثقة هذه الأخيرة في التجربة الأمنية المغربية التي كانت في أكثر من مناسبة محط إشادة من قبل العديد من الدول الشريكة والصديقة للمغرب.
وكان بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قد كشف أمس الجمعة أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، يجري زيارة عمل إلى دولة تركيا، خلال الفترة الممتدة ما بين 19 و21 شتنبر الجاري، وذلك في سياق الجهود المبذولة لتدعيم علاقات التعاون الأمني الثنائي، وتبادل الخبرات المرتبطة بالمستجدات التكنولوجية والابتكارات العلمية في المجال الأمني.
ووفق ذات البلاغ فقد التقى خلال هذه الزيارة، التي جاءت بدعوة رسمية من السلطات التركية، مع كل من منير كارال أوغلو، الوزير المنتدب في وزارة الداخلية التركية، وسلامي يلديز، المدير العام للاستعلامات، واستعرض معهما مختلف القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك، ومستويات التعاون القائمة بين البلدين في المجال الأمني، وسبل الارتقاء بهذا التعاون بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار وتحييد المخاطر والتحديات الأمنية المشتركة.
وبحسب المصدر ذاته، تميزت هذه اللقاءات الثنائية بتطابق وجهات النظر والتأكيد على الرغبة المشتركة في تدعيم آليات التعاون الأمني بين البلدين، وتقاسم الخبرات والتجارب في مختلف التخصصات الأمنية، بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية والجمهورية التركية.
وتم إجراء هذه اللقاءات الأمنية الثنائية بالتزامن مع زيارة المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني للمعرض الدولي لتجهيزات الأمن الداخلي (IGEF24)، الذي تحتضنه مدينة أنقرة من 19 إلى 21 شتنبر الجاري، والذي يشكل منصة دولية تستعرض أحدث التطورات التكنولوجية والابتكارات في مجال الأمن والدفاع على مستوى العالم.
وقد اطلع المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني خلال زيارته لأروقة هذا المعرض الدولي على مختلف التجهيزات المبتكرة في مجال الأمن الداخلي وتكنولوجيات الخدمات الأمنية والشرطية على الصعيد العالمي، التي من شأنها تجويد المنظومة الأمنية وجعلها أكثر فاعلية ونجاعة في مكافحة التهديدات الإجرامية الناشئة.
وخلص البلاغ إلى أن هذه الزيارة تؤشر على الاهتمام المتزايد بأهمية تدعيم وتطوير آليات التعاون الأمني الدولي، وتعزيز الشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف في المجال الشرطي، باعتبارها الآلية الأنجع لمواجهة الامتدادات الدولية والإقليمية لمخاطر الإرهاب وتهديدات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.