المحرر الرباط
في ظل استمرار التجاهل الممنهج من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لمطالب هيئة المتصرفين التربويين، تعرف الساحة التعليمية بالمغرب حالة من الغليان والاحتقان، نتيجة ما تصفه النقابة المعنية بالتعنت غير المبرر وانعدام الحوار الجاد في التعاطي مع ملف يعتبر من بين القضايا الأساسية لإصلاح المنظومة التعليمية.
عقد المكتب الوطني لنقابة المتصرفين التربويين سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التواصلية مع فروعه الإقليمية، حيث وقف على حجم التذمر واليأس الذي يخيم على أوساط هذه الفئة، التي تتحمل مسؤوليات إدارية جسيمة وتسهم بفعالية في تنزيل الإصلاحات التعليمية، رغم ظروف العمل المتردية، وانعدام التحفيز، وغياب الاعتراف المهني بما يبذلونه من جهود.
وحملت النقابة الوزارة الوصية كامل المسؤولية عن تبعات ما قد تؤول إليه الأوضاع، داعية إلى اعتماد مقاربة تشاركية تقوم على الحوار الحقيقي بدل الإملاءات، والانفتاح على صوت المتصرفين التربويين قبل فوات الأوان. وجددت النقابة تأكيدها على المضي في تنفيذ برنامجها النضالي المقرر، معتبرة أن نيل الحقوق كاملة هو خيار لا يقبل المساومة ولا التأجيل.
من بين المطالب التي رفعتها النقابة، يأتي إقرار نظام أساسي خاص بالمتصرفين التربويين، والرفع من التعويضات، وإنصاف المتضررين من المراسيم التنظيمية السابقة، إلى جانب تحسين ظروف العمل وتعزيز الحماية القانونية والمهنية لأطر الإدارة التربوية، خصوصاً في المؤسسات القروية والنائية. كما نددت النقابة بما اعتبرته تهميشاً ممنهجاً واستنزافاً مستمراً للطاقات، ورفضت بشدة القرارات الوزارية التي تُفرض بشكل أحادي دون إشراك فعلي للشركاء الاجتماعيين.
وفي إطار تنفيذ برنامجها النضالي، دعت النقابة إلى تنظيم وقفة غضب للمتصرفين التربويين أمام جميع المديريات الإقليمية يوم الخميس 17 أبريل 2025، إلى جانب مقاطعة شاملة للأنشطة المرتبطة بمشروع المؤسسة المندمج ومؤسسات الريادة، والاستعداد لتنظيم إنزال وطني بالعاصمة الرباط في موعد سيُعلن لاحقاً. كما أعلنت عن استمرارها في تعليق جميع العمليات المرتبطة بجمعية دعم مدرسة النجاح، ملوحة بإجراءات أكثر تصعيداً، من ضمنها تقديم استقالات جماعية من الجمعية، في خطوة تعكس حجم الاستياء المتراكم.
وختمت النقابة بيانها بدعوة كافة المتصرفات والمتصرفين التربويين عبر ربوع المملكة إلى رص الصفوف وتغليب المصلحة الجماعية، مؤكدة أن معركة الكرامة والاعتراف المهني ما تزال مستمرة، ولا خيار سوى الوحدة والصمود حتى انتزاع الحقوق كاملة.