بصمات انفصاليي البوليساريو والخونة تخيم على تلفيف الأسلحة النارية لخلية “أسود الخلافة”

قالت صحيفة “الصباح” في عددها الصادر اليوم الأربعاء إن الأبحاث لم تنته بعد في تحديد ارتباطات الخلية الإرهابية التي أطلق عليها قادة “داعش” بالساحل الإفريقي اسم “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، إذ مازالت التحقيقات متواصلة لرصد مدى تورط جهات خارجية في التخطيط لضرب الأمن الداخلي للمملكة، عبر تجنيد خليط من “الخونة”، بعضهم ينشطون بالداخل وضمنهم الاثنا عشر متهما المعتقلون، وآخرون مازالت الأبحاث جارية لتحديدهم، ومنهم من ينشط في التهريب ويتنقل بين الحدود الشرقية الجنوبية الفاصلة بين المغرب والجارة الشرقية.
ولم تنطل حيلة تلفيف الأسلحة النارية في أوراق جرائد ومجلات صدرت بمالي بين 15 و27 يناير الماضي، على الاستخبارات المغربية ومصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بل تم وضع فرضية المناورة والتمويه ضمن مسارات البحث والتدقيق في بصمات رصدت بأوراق الجرائد المحجوزة، للوصول إلى الحقيقة، سيما أن نقل الأسلحة النارية من الساحل الإفريقي إلى المكان الذي تم العثور عليها به، لا يمكن أن يتم إلا بوجود تواطؤ من جهات خارجية، سبق أن تورطت في دعم الإرهاب، بل خرج منها قادة تكلفوا بعمليات ميدانية بالساحل الإفريقي، وضمنهم الحبيب ولد علي ولد سعيد ولد يماني، أمير في ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، وكان يلقب بعدنان أبي وليد الصحراوي، الذي تلقى تدريبات عسكرية في مخيمات المحتجزين بتندوف الجزائرية، قبل أن يفر ويلتحق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويتدرج إلى أن أصبح قائدا في تنظيم القاعدة، ثم يؤسس منظمة مجلس شورى المجاهدين بجاو في مالي، وأعلن بيعته في 2015 لأبي بكر البغدادي مؤسس التنظيم الإرهابي “داعش”.
ورغم مقتله في أكتوبر 2017 في غارة للقوات الفرنسية بواسطة “درون”، مازالت أيادي بوليساريو ملطخة بالإرهاب، سيما أن أكثر من 100 عنصر من “بوليساريو” ينشطون في صفوف التنظيمات المتطرفة بالساحل، كما ثبت أن تدريبات عسكرية جرت داخل مخيمات تندوف وازاها تلقين عقائدي متطرف، إذ سبق لحبوب الشرقاوي، مدير “بسيج” أن اعتبر الأمر عاملا مربكا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم، ما يهدد المغرب ودول الأخرى.
وما زاد من ترجيح فرضيات تواطؤ ميلشيات “بوليساريو” لزعزعة استقرار المملكة، ليس فقط تلفيف الأسلحة بجرائد مالية للتمويه بأنها آتية من الساحل الإفريقي، بإيعاز من عبد الرحمان الصحراوي الليبي، عراب الخلية المفككة، الأربعاء الماضي، بل تعمد طمس معالم الأسلحة بمحو أرقامها التسلسلية التي تمكن من التعرف على مصدرها والدولة التي اقتنتها من الشركات المصنعة، خصوصا أن أسلحة الجماعات المسلحة بمالي معروفة المصدر وجلها مسروق من ليبيا إثر انهيار نظام القذافي، وهو ما تحاول الخبرات التي تجري على الأسلحة التدقيق فيه، بالوصول إلى معالم الأسلحة ومعرفة مصدرها بدقة، سيما أن “بوليساريو” تتلقى أسلحتها من الجزائر، وهي أسلحة يسهل التعرف عليها من خلال معالمها وأرقامها، ما يبرر الغاية من محوها وطمس معالمها.

أعجبتك هذه المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد